ماذا يبقى في عقلك اذا سجنت نفسك ٧اشهر ٧ايام ٧ساعات

تجربة جديرة بالدرس و التأمل للرسام و الفنان الكولومبي كاليه غواوتا ،خاضها كي ينجز عملا فنيا من ٤٢ لوحة ضمن مشروع أطلق عليه “داخل عقلي ”
“Inside my mind ”
في ٧ آذار ٢٠١٨ و عند منتصف الليل دخل الرسام الكولومبي عن سابق إصرار إلى البيت الذي استأجره في بوغوتا لينجز مشروعه الفني الذي يمثل تحديا لقدراته الجسدية ،لاستقراره النفسي ولانفعالاته. ليمكث ٧ أشهر، ٧ أيام، و ٧ ساعات ببقى كذلك في عزلة تامة لإنجاز ٤٢ لوحة فنية ليخرج منها فقط في ١٤ كانون الأول عند الساعة ٧ قبل الظهر .
الفنان اقتبس الفكرة من برنامج وثائقي للفنانة الصربية مارينا ابراموفيك ،حين شرحت فيه تدريباتها حول تنشيط عمل العقل عن طريق الإنقطاع عن الهاتف الخلوي و التلفاز و غيرهما من الأجهزة لعدة أيام .
بدأ الفنان كاليه غواوتا بتطبيق هذه الفكرة و عمل على الانقطاع الكلي ،مما ساعده على ذلك هو انه من المدرسة القديمة التي لا تشجع على التواصل المفرط.
اما عن الرقم ٧ في مشروعه فاستوحاه من تاريخ ميلاده ،فهو ولد في اليوم السابع من الشهر السابع عام ١٩٨٧ .
لوحات غواوتا ستعرض من يوم ٥ إلى يوم ٢٦ من نيسان الجاري في معرض ملكا Malakáفي بوغوتا.
في سفره الداخلي الفنان كان بعيدا عن احبائه، كان وجها لوجه مع مخاوفه، وجها لوجه مع أسلوبه في الرسم ، و ابتكر عديدا من الطرق لتحسين عمله.
“كل أعمالي تسافر عبر الإنفعالات، عبر الشغف الذي يحفز الحواس في حركة دائمة ، وكذلك تغيرت أعمالي، هي قبل التجربة ، كانت تحمل أكثر خطوطا سوداء ،و مدارات قوية ،و ظلالا كثيفة،كانت تحمل الوانا كثيرة كنت استعمل أداة الرسم ذات ٧٨ لونا ،اما الآن مع مشروعي الجديد أصبحت القماشات آحادية الألوان و تظهر فيها الكثير من الإختلافات ” هكذا قال الرسام غواوتا.
مقفلا على نفسه ،كان غواوتا كل اسبوع يضع في علبة البريد المعلومات عن سير مشروعه عبر USB تحتوي نصا و صورة و كلمة ،كي يتم نشرها على صفحات التواصل .
وكان أحد معارف الرسام يأتي كل اسبوع مع بعض الحاجيات من السوبر ماركت، فيصعد الحارس الى أعلى الشقة يضع الحقيبة ثم يقفل الباب مجددا .
كانت هذه هي الطريقة الوحيدة ليعرف المقربون كيف تجري الأمور معه “الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه خرق هذه القوانين هو تعرض صحتي للخطر أو حصول شيء لإبني ذي العشر سنوات ” قال غواوتا.
خلال فترة المشروع، مرض عدد من أقربائه ،و ابنه لم يكن أداءه المدرسي بمستوى المطلوب و لكن كاليه غواوتا لم يتب و لم يتراجع عن العزلة التي فرضها غلى نفسه . وهذه من بعض التضحيات التي يواجهها الفنان.
غواوتا سرد فصول تجربته ، وكيف تغلب على المخاوف التي أحاطت به في كتاب سيعرض في نفس يوم المعرض، يأمل منه أن يحرك الساكن في وجدان المشاهدين ليعرف كل منهم ماذا يحدث في عقلنا عندما ننقطع عن كل شيء يحيط بنا.
ترجمة و اختيار: سمية تكجي ماجد
المصدر : el tiempo cultural