أدب وفن

متى الإيابُ؟ بقلم الكاتبة نازك مسّوح – سورية

متى الإيابُ؟


كقميصِ حَريرٍ مُنتَزَعَةٍ أَزرارُهُ ،
عيونُ عُراهُ تبكي هَجْرَالأبناءِ الأليمَ،
لا نفعَ لألوانِهِ الزاهيةِ،ولا جَدوى من نعومةِ مَلمسِهِ..
كيفَ لهُ أن يستُرَ جسدَ الوطنِ الهزيلَ وهو بالٍ مريضٌ؟
يا لهُ من طائِرٍ مهيضُ الجناحِ ذلك الوالدُ!
وكمْ شوقُهُ متوهِّجٌ لمن هَجَروا عشَّه فرخاً فرخاً!
ما أَقسَى الوَجدَ حينَ نتجرَّعُ كؤوسَهُ في فلذاتِ أكبادِنا!
حتَّامَ تهاجرُ طيورُ السُّنونو؟
وإلى متى ستبقَى متلاشيةً أنوارُ قناديلِنا،شحيحاً زيتُها؟
بئسَ المصيرُ الغربةُ القسريَّةُ!
ولا حبَّذا نارُها المحرقةُ جنَى عمرِنا،السَّالبةُ زهورَ حياتِنا..
أيا وطنَنا الجريحَ ،وجعَنا الدَّفينَ
أوليسَ الوقتُ للإيابِ؟
فمتى ستتراقصُ جداولُ الفرحِ مهلِّلةً لعرسِ اللِّقاءِ؟
وَحِينها فقط سوفَ تضحكُ الرُّبا،
وتنتشي الوهادُ ،وتزغردُ شموسُنا من جديدٍ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى