كلمة المحامي عمر زين في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل الفلسطيني الكبير بسّام الشكعة .

كلمة المحامي عمر زين
الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
في
الذكرى الثالثة لرحيل القائد الفلسطيني والعربي الكبير
المناضل بسام الشكعة
29/7/2022
___________________
قامات عربية متمرسة بالنضال نخسرها واحداً بعد الآخر بعضها تستهدفها الغرفة السوداء الصهيونية العنصرية، وفق مخططات ممنهجة سواء داخل فلسطين المحتلة أو خارجها، وفي النطاق العربي والاممي، وبعضها الآخر يتوفاه الله بعد أن يكون قد استهدف من عصابات الاستيطان والاحتلال لعدة مرات وكان يكتب له النجاة ويستمر في نضاله حتى وفاته.
الراحل الاخ الرئيس بسام الشكعة “ابو نضال” واحد من هؤلاء الوطنيين الفلسطينيين والقوميين العروبيين الذين آمنوا بالوحدة وبالتحرر الى جانب مجابهته الاستيطان وممارسات الاحتلال.
“ابو نضال” آمن بالعمل الجبهوي والجماعي فلم يعرف الشخصانية والأنانية وحب الذات، فكان لرئاسته لبلدية نابلس “جبل النار” في فلسطين، ولتشكيله مع مناضلين آخرين لجنة التوجيه الوطني، والجبهة الوطنية التقدمية، ولجنة القيادة الوطنية التأثير المباشر في انتفاضة استمرت بضعة أشهر وشملت مختلف المدن الفلسطينية، وشكلت نواة دائمة لانتفاضات اخرى ومقاومة اشد واصلب.
الراحل الكبير كان من المؤمنين بأن قضية فلسطين هي قضية عربية وهو القائل:
“بأن حق كل عربي ان يدافع عن فلسطين لانها قضية الشعب العربي والأمة العربية وهي قضية قومية عربية”.
وكان من المؤمنين ايضاً “بأن المشروع الوطني الفلسطيني اهم من الاشخاص والفصائل والقيادات” “وبأن القضية الفلسطينية لم يكن مقصوداً بها فلسطين فحسب بل الوطن العربي برمته”، لذلك اخذ على بعض العرب تركهم لها والهرولة نحو التطبيع لكن بقي مؤمناً بانتصارنا على اعدائنا، وما نصيحته للشعب الفلسطيني بقوله “ان عليه ان يتحد خلف فكرة المقاومة، وعليه ان ينهي الانقسام، وعليه ان يتوحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية” وما هذه النصيحة الا ايماناً منه بأن طريق التحرير والانتصار واسترجاع الحقوق هي في هذه المسلمات الثلاث “نعم للمقاومة، نعم للوحدة الوطنية، لا للإنقسام”.
أيها الراحل الكبير كنت قائداً وطنياً حقيقياً وقائداً قومياً عربياً، ودون أي تحامل او انحياز عقائدي او فصائلي او ديني في موقفك، وهكذا استمر نضالك ضد الاحتلال حتى النفس الاخير، انت فعلاً صناعة “مثقف عضوي” فلسطيني وعربي واممي في مدرسة نضالية فذّة وعلى الاجيال ان تَتَتلمذ في هذه المدرسة النموذج التي اصبحت من النُّدرة ان نلقاها في ايامنا هذه لكن القوى الحية الوطنية والقومية التي بدأت تعمل في تكوين الكتلة التاريخية هي الكفيلة بأن تسير على خطاك، وتحقق مشروعنا النهضوي الكبير.
في جنات الخلد ايها المناضل الكبير مع الصديقين والابرار والشهداء بإذن الله.