أدب وفن

وِلَادَة الصَّلْصَال…٢/ بقلم الشاعرة نسرين صايغ

وِلَادَة الصَّلْصَال…٢

كُلّ مَسْلُوبٌ مُتَاحٌ في مُخَيِّلتي
كلُّ مَنْفيّ قريبٌ من أجنحتي.
وجَناحايَ إليّ أقربُ!
للعمق أعمقُ…وتجرحني!
تَعِبَ بي الطريق
وجرحي ربابةٌ خضراء تَئنُّ صدى الذكرى
صدى الأشياء
صدى الغياب
غياب اللون عن اللون يعرفني!
هشاشة اللحن في اللحن تنبض بي!
فرضية الأبدية المعجّلة في مضيق الفراشات!
حواري مع السماء
انتفاضةٌ مجنّحة تزجل فحوى رسالاتي.
أمشي وطَائري في عنقي
أمواج تتكسر على أهْبَةِ قيامة
تُشْرِبُ الوهم لإبتسامتي وتَأْنَس وجه منفاي وتجرحني..
وجرحي شيفْرَةٌ بيضاء! عفراء تغرّد خارج السرب شهقتي!
كَالمرايا أول الدمع!.
أوّل الجرح
أوّل عزاءاتي
محَنّطة! ومنذ الأزلِ مِن عصور الْوَلَهِ
أغْرز كفّاي الْمُوغلان بالخرافة وأجمح كَالْوَقْت الهارب بمعصمي!
من اللاهروب
من اللاوقت
من اللافرار
أَدسُّ في رهافتك نسْنَسَات الريح وأرمِّمَ عرينك المُوَشّى بأزرار صبابتك فيألفني الْغُبَار وألفه !
وبي جُرْأَة طوفانٍ
مسكون بالحمّى
لأن أقرأ عَلَى مُحَيَّاك تعويذة صفراء واقرأني
من أعلى قمّة
أحملق في الساعات وأصطفي مِن الصَّلْصَالِ لينِكَ
قسوتكَ
تشققات طينك النابتة لعبق الأنفاس
وكأنّ تِمْثَالًا آخر سَيُولَد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى