أدب وفن
ورد الرماد/ بقلم الشاعر خضر حيدر

ورد الرماد
زعموا أنِّي غريبٌ عن ملامحها
كأنَّ بيننا ألفًا من الأميال
تلفُّ خاصرة البلاد…
كانت تطلُّ من عينيَّ باسمةً
فيضحكون لظنِّهم أنّي أنا من يبتسم
وإن رمت لهم سنابل رمشها
ردّوا التحية بالمناجلِ
قالوا: أزِل عن وجهكَ لون القريبِ
لنا كلُّ السنابل
خذ مسار الريح كي نلمَّ أغمار الحصاد…
زعموا أنِّي غريبٌ
لكنِ ما دروا أنِّي ولدتُ من قبل الولادة فيها
ولي في مراياها وجوهٌ كنتُ أخفيها
ولي في شمسها ظلَّان
ظلٌّ يهيّئ للمواقد جمرها
وظلٌّ يهتف عاليًا:
كن فارسًا رمى في العتم صوتًا ثم لاذ بصمته
فلا صهيل ولا جياد
أشعل يباسك … كن لها ورد الرماد.