الدكتور عماد فغالي: ميساءُ، تمايلتِ بنا إشراقاتٍ جذبتنا صعُدًا، فارتقينا…
إشراقةٌ ميساءُ!
“إلى من يتمنّى السعادةَ لغيره بشكلٍ دائم”، تلكَ الإشراقةُ على العمر، وحسبُها. ميساء ماجد تهدي الشمسَ لكلّ طقسٍ غائم، لا تكرارَ إهدائها، لكن انسيابَ نصّها، عفوا، انسيابي قارئًا عبرَ حروفها، لم أتوقّف، لم أقدر على إفلات. منذ كتبٍ كثيرة، لم يصرْ لقراءتي انزلاقٌ كفي “إشراقةِ عمر” لميساء!
صحيحٌ تنتقلُ بكَ الكاتبةُ الشعر بين الفصحى والعاميّة. صحيح تأخذُكَ من غزلٍ إلى الوطن ثمّ تحلّقُ بكَ في وجدانيّاتها، لكنّها تمرّ بكَ كنسيمٍ فكريٍّ خفّةَ العبير، تتنشّقها بأُنسٍ، فتطلبُ بعد… في الحقيقةِ أحببت!
النصّ الغزليّ، واقعٌ في العاميّة، “أنا لحبيبي وحبيبي إلي”… قد لا أحتاجُ بعدُ تحليلاً… الوجدانيّاتُ إن ثقُلتْ، لا أعرفُ كم نفسُ ميساءَ شفيف، تقولُها بذلك النقاء اليخرجُ تعبيرًا بسيطًا في سحره، تنقادُ له بروحٍ سمحة…
أمَا يكون الأدبُ شهادةَ نقاء؟ أعتقدُ إلى هذه، ميساء ماجد دليلٌ ساطع!
في عَودٍ إلى العنوان، يشرق العمرُ بمعيوشِ أيّامه في تنوّعه… في صفحاتِ “إشراقة عمر”، مَرٌّ على سحاباتِ عيشٍ وحالاتٍ وخواطر… هذا عمرُ امرأةٍ تلتقطُ إشاراتِ الحياةِ بدلالاتٍ إشراقيّة، تنقلُها إلى عالمٍ من إبداع، تقول مألوفاتِه بغيرِ مألوف! امرأةٌ التقطت ذبذباتِ إنسانها رقراقًا، بأنثويّتها، تعدّتْ إلى هويّةِ الكلمة، استشراقَ شاعرةٍ من طرازٍ لا كثير!
لن أطوفَ في ترّهاتِ قراءةٍ تُضني، ألوذُ بكم قرّائي، تعالوا إلى قلمٍ ينضحُ حلاواتٍ قطرات، تذوبُ في أذهانٍ كفعلٍ طيّبٍ لطيبِ الكلمة!!
أيُشرقُ عمرٌ لشاعرةٍ ولا يُضيءُ سماءاتِ الروح؟
ميساءُ، تمايلتِ بنا إشراقاتٍ جذبتنا صعُدًا، فارتقينا… أعترفُ، تعرّفتُ جمالاً أدبيًّا كنتُ أغفله!