منتديات

باقَةُ رِثاءٍ مُهْداةٌ لروح الحاجَّة زاهية محمود يوسف الدُّرّ *(أُمّ طلال حمُّود رضوانُ اللهِ عليها) كلمات الشاعر د. عباس فتوتي

رَمْزُ العَطاءِ بِلا حُدودٍ،
إنّها كالغَيثِ لَمْ تَعتَبْ عليها ناحِيَهْ

*قصيدة او باقَةُ رِثاءٍ مُهْداةٌ إِلى المرحومةِ الفاضلة الحاجَّة زاهية محمود يوسف الدُّرّ *(أُمّ طلال حمُّود رضوانُ اللهِ عليها) نظمها منذ سنتين الشاعر الدكتور عباس فتوتي

أُمِّي بِأَلْوانِ المَحَبَّةِ زاهِيَهْ
وصِفاتُها الغَرَّاءُ لَيْسَتْ خافِيَهْ

ما جَفَّ طُولَ العُمْرِ نَبْعُ حَنانِها
بالعَطْفِ كالشَّمْسِ المُنيرَةِ بادِيَهْ

ما شِئْتَ حَدِّثْ عَنْ طَهارَةِ رُوحِها
إِيمانُها ضاهَى الجِبالَ الرَّاسِيَهْ

أُمِّي كَفاها رِفْعَةً وفَضيلَةً
لِمَكارِمِ الأَخْلاقِ كانَتْ حاوِيَهْ

وشَهادَتي مَجْروحَةٌ في حَقِّها
مَنْ مِثْلُ أُمِّي بِالخصالِ السَّامِيَهْ؟

رَمْزُ العَطاءِ بِلا حُدودٍ، إِنَّها
كالغَيثِ لَمْ تَعتَبْ عليها ناحِيَهْ

تُعْطي بِلا مَنٍّ، وهَذا دَأْبُها
فالجودُ بَعْضُ صِفاتِ أُمِّي الغالِيَهْ

مِعْطاءُ مِثْلُ البَحرِ جادَتْ كَفُّها
تَبْغِي المَثوبَةَ في الحَياةِ الباقِيَهْ

أَدَّتْ صَلاةَ الفَجرِ في مِحرابِها
والعَفْوَ مِنْ رَبٍّ رَحيمٍ راجِيَهْ

هِيَ نُورُ عَيْني كَيْفَ تَمْضي فَجْأَةً
وتَغيبُ في هَذِي الظُّروفِ القاسِيَهْ؟

أَصْبَحْتُ أَبْحَثُ بَعْدَها عَنْ بَسْمَةٍ
عَنْ دِفْءِ حِضْنٍ في اللَّيالي الآتيَهْ

لولا الأُمومةُ ما عَرَفْتُ طُفولَتي
أَحْلَى السِّنينَ وذِكْرَياتي الماضِيَهْ

تَبْقَى مَعي رُوحًا طَوالَ مَسيرَتي
ما غِبْتُ عَنْ أُمِّي الحَبيبَةِ ثانِيَهْ

تاللهِ لو يُجْدي البُكاءُ بَكَيْتُها
وأَذَبْتُ عَيْني بِالدُّموعِ الجاريَهْ

سَلْوايَ حِينَ فَقَدْتُ أُمِّي أَنَّها
رَحَلَتْ عَنِ الدُّنْيا بِنَفْسٍ راضِيَهْ

سَلَكَتْ طَريقَ الخَيْرِ تُرْضي رَبَّها
وَقَفَتْ بِجَنْبِ الحَقِّ غَيْرَ مُبالِيَهْ

في أَرْضِ عامِلَةٍ نَمَتْ وتَرَعْرَعَتْ
لِلذَّوْدِ عَنْ أَهْليِهِ كانَتْ داعِيَهْ

ولَكَمْ شَكَتْ مِمَّا أَصابَ بِلادَنا
ولِغَيْرِ رَبِّ الكَوْنِ لَمْ تَكُ شاكِيَهْ

وهيَ الَّتي عَشِقَتْ مواقِفَ زَيْنَبٍ
ما راعَها سَبْيًا يَزيدُ الطَّاغِيَهْ

المَرْءُ إِنْ يَفْخَرْ بِدُرٍّ فاخِرٍ
إِنِّي لَأَفْخَرُ أَنَّ أُمِّي “زاهِيَهْ”

كانتْ مُعَلِّمَتي، ومَدرستي الَّتي
مِنْها تَعَلَّمْتُ الدُّروسَ الرَّاقِيَهْ

أَبْناؤُها مِرآتُها بِحِوارِها
لَمْ تَنْأَ عَنْهَمْ في البِلادِ النَّائِيَهْ

سَهِرَتْ لِتَحْمِيَنا برَمْشِ عُيُونِها
تَعِبَتْ لِتَغْمُرَنا بِأَيْدٍ حانِيَهْ

هَيْهاتَ نَنْسَى فَضْلَها وجِهادَها
مَهْما بَلَغْنا مِنْ مَراتِبَ عالِيَهْ

نَحْنُ الَّذينَ بِكَدِّها نِلْنا العُلَى
وبِفَضْلِ أَدْعِيَةٍ لَنا مُتَوالِيَهْ

رَحَلَتْ وما رَحَلَتْ مَنارُ عُيُونِنا
رُغْمَ الرَّحيلِ تَظَلُّ فينا باقِيَهْ

يا نَجْمَةَ الصُّبْحِ الَّتي فارَقْتُها
عَيْنُ السَّماءِ عَلَى أُفولِكِ باكِيَهْ

لِمْ لا؟ وَأَنْتِ لِكُلِّ جُرْحٍ بَلْسَمٌ
أَنْفَقْتِ سِرًّا تارَةً وعَلانِيَهْ

أُمَّاهُ، بَعْدَكِ لا نُطيقُ مَرارَةً
أُمَّاهُ، هَلْ مِنْ عَوْدَةٍ لَكِ ثانِيَهْ؟

بالأَمْسِ كمْ عَمُرَتْ بِظِلِّكِ دُورُنا!
واليومَ ما نَفْعُ الدِّيارِ الخالِيَهْ؟

نُهْديكِ فاتِحَةً وصِدْقَ مَشاعِرٍ
هُنِّئْتِ حِينَ تَرَكْتِ دُنْيا فانِيَهْ

طُوبَى لَكِ الفِرْدَوْسُ أَرْحَبُ مَنْزِلٍ
بِجِوارِ سَيِّدَةِ النِّساءِ الزَّاكِيَهْ
https://youtu.be/7QYnidZXMEY

*كلمات والقاء الشاعر والأخ الكريم الدكتور عبَّاس فتوني وإخراج الإعلامي العزيز جداً ايضاً الصديق ناجي امهز *

د طلال حمود
ملتقى حوار وعطاء بلا حدود
🔲🔲🔲🔲🔲🔲🔲🔲

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى