أدب وفن

حفلة تنكرية …بقلم القاصّة هند يوسف خضر- سوريا

حفلة تنكرية


من خلف زجاج نافذتها وقفت سارة تتأمل هيجان النجوم وقلقها في السماء،إنه المشهد الذي ينذر برحيل يوم للأبد من خارطة الأيام ،بحثت عن أجوبة لأسئلة كثيرة في عمق الظلام علها تجد جواباً في رحلة بحثها …
فتحت صفحتها الشخصية على الفيس بوك والتي تستخدمها لنشر أغانيها المسجلة بصوتها ،إنها خريجة موسيقا ،تابعت دراستها العليا واتجهت للغناء الغربي ،وجدت مئات التفاعلات والتعليقات على آخر أغنية نشرتها ،فكرت بنشر دعوة للصديقات اللواتي يستطعن الحضور للقيام بحفلة تنكرية في منزلها مساء اليوم التالي بمناسبة صدور عمل موسيقي مهم لها ، بشرط أن تأتي كل واحدة مرتدية قناعاً ولا يجوز الكشف عن وجهها إلا بعد انتهاء الحفلة …
لاقت الفكرة ترحيباً كبيراً ممن يعملن في مجال الموسيقا مثلها …
الساعة الثامنة مساء اليوم التالي ،أعدت سارة كل ما يلزم للاحتفال من مشروبات ،أقراص مضغوطة لأغانٍ أجنبية وبالونات ملونة علقتها في كل مكان فأضافت شعوراً بالبهجة …
كل شيء جاهز للبدء،الصديقات المدعوات بدأن بالدخول ،ارتدين أقنعة من كل الألوان و قبعات تتناسب معها ،جلسن بعد السلام الحار ،
الساعة العاشرة ..هيا بنا لنبدأ الرقص ،رقصن جميعهن على شكل ثنائي كما راقصت سارة كل واحدة على حدا على صوت موسيقا أجنبية صاخبة ،سمعت منهن أجمل عبارات الإطراء وبأن هذه الحفلة أتاحت لهن التعبير عن مشاعرهن تجاهها ، وبأنهن سعيدات جداً لنجاحها ،من بساطتها وطيبتها همست في داخلها ( لابد أن هؤلاء المدعوات واللواتي عرفتهن عبر الفيس بوك هن صديقاتي حقاً )
الساعة الثانية عشرة منتصف الليل ، اللحظة الفارقة ،أطفأت سارة الأضواء ،طلبت من الجميع إسقاط القناع ،أشعلت النور مجدداً ،وقفت مذهولة ،نظرت إليهن الواحدة تلو الأخرى ،شعرت بأن طيبتها غباء عندما اعتقدت أن حضورهن محبة لها ،لقد كنّ أول من رغبن بمحاربتها في مجال عملها ،هن من أردن دمارها عندما بدأت بالصعود ،هن من يضعن لها تعليقات تشجيع حتى اللحظة ومن خلف الكواليس ارتدين أقنعة …
سقطت الأقنعة عن وجوههن وسقطت من تفكيرها كل فكرة تقول أن الدنيا مازالت بخير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى