المرأة والزمن/ بقلم الشاعر زين الدين ديب

المرأة والزمن
وجهُها مرصودٌ بالشمس، مرﺁتُها تخبّئُ طفولتَها ، تلامسُ حزنَها
لن تغفرَ للزمن……
فقدتِ السيطرةَ على جداولها
مساحاتٌ من جدائلها مسّها القمر.
تواشيحُ من فضّةٍ على خيوطٍ من ذهب.
تلكَ الظلالُ جعلتِ الرفضَ أنيسها، نافسَها في التحديق في المرﺁة
امتشقتْ أشواقَها،حرثتْ ألمها، جمّرتِ الليالي، احتارتْ واحترّ أفقُها.
…. لم تجدْ لسانَها لتكتبَ الرفضَ في الهواء…..
ما ذا تفعلُ حين لا تجدُ شفاهاً تهديها كأساً؟
وقفتْ على شفير دمعها، ثملتْ وهرَّبتِ الغروب…
تنهّدتْ ،أغمضتْ عينيها المثقلتينِ بدمعي وانتشت.
صرختْ أعماقُها، ضجّتْ مفاتنُها،هاتفَها عقلُها:
الحريّة، المطلق، الحبّ، الجسد،الرجل، المعنى ، الحبر والدم….
هي أحلامٌ تنتظرُ رموشاً عاشقة!!!
بدأتْ تتعايشُ معَ كائنٍ من أوهامها، لم تستطعِ التوحّدَ معَ هواجسِها
لم تستطعْ أن تغتالَ الحزنَ الذي يختالُ على ثلومِ جبهتها.
….هزمَها السرابُ وسجّلَ توقيعَه على شريطِ ذكرياتها.
وقفتْ في صحراءِ غربتِها، تدلّتْ عاشقةً من سعفِ نخلة
فكّتْ ضفائرَ قصائدِها الهامسة، ونشرتْ شِعرها أنينَ أغنيات.
رنّمَ الصدى ﺁهاتِها على أوتار المحال
اختفى اللحنُ في عبق المغنى
قلبُهاالعاشقُ نثرَ نبضَه في رجع الكلمات.
أيّتُها العاشقة…..قصائدُكِ ذاكرةٌ لعشقي فلا توقفي النزف.
….فراشاتُ الربيع غيومٌ عارية، تذرفُ سعادتَها مرايا تحطّمها الأمنيات.
أزهرَ الجوعُ القديم!!!!!
لستُ أنا في هذه المرﺁة!!!!؟؟ …تنكرُ ذاتَها
هي حوريةٌ على شطآن الزمن!!
….لا تصدّقُ كذبَ المرﺁة وإفترآتها الحقيقية!!!
تهمّ بتحطيم المرﺁة ، تعبر ذاكرتَها لحظةُ تأمل، تصمت……
الصمتُ خيولٌ تجرّ الحزن وتبتسم.
….في هدأة الصمت ، باحتْ بتعبهابصهيلٍ مبحوح .
خلعتْ شخصيتها، رمتِ المرﺁة جانباً، تحتاجُ لارتداء الواقع قليلاً
تحتاجُ إقناعَ المرﺁة، لأنّ أوهامَها لاتعرف روحها،ولا للمرﺁة هوامش.
هل أصبحتِ المرﺁةُ انعكاساً لخيالات راقصة؟؟؟
أم موطناً لخطوط العمر؟؟؟
أم وجداناً للخداع؟؟؟؟
يا امرأةً نثرتْ قصائدَها أجيالاً، أشعلي القمر علّه يبلورُ الرؤيا
ويساعدُ على التقاربِ بينَ الواقع والأوهام.
…..طارتْ من رمادها كطائرِ فينيق…
وأَدَتْ أنوثتَها….
خانتْها أناملُها،حين دفعتْها غربتُها لتحطيم المرﺁة..
مرﺁةٌ واحدةٌ أزعجتْها، فكيفَ بنُتفِ المرايا؟؟؟؟
نزفَ داخلُها، قشَّرتْ نفسَها، تحسسَتْ جسدَها ، شردتْ ، عانقتِ التيه
تنهدتْ بأعلى نهديها، نادتْ…. لاتلمسْ شرقَ المحراب، أعرفُ ذاتي
لا تقتلْ حروفي النابضةَ من جديد؟؟؟!!!
احترقتْ قبلاتُها، ذابتْ شفاهُها، التأمَ جرحُها كقافيةٍ في بحرٍ مسجور.
أفاقتْ من غفلتها، وجدتْ أنوثةً على السرير تحوطها أذرعُ الشمسِ بحنان
تنهّدت برفق،أغلقتْ ستائرَها، وأسلمتْ شِعرها للحبّ…….