أدب وفن

الحقيقة رقم [٤١]/التوهج الخفي/ بقلم الشاعرة حنان بدران

الحقيقة رقم [٤١]

التوهج الخفي


يا سيدي
تبرد المروج الخضر في نيسان
وكل البيوت المتداعية صمتت أمام صلوات التبشير القصيرة…
يا الله دع الغربان تهو من سمواتك السفاح
يا كتائب الدهشة قاسية الصيحات،
والريح الباردة تهاجم أعشاشك!
في دروب الإعدام ووسط الخنادق تفرقي وتلاحمي
كنت هناك خلف زنزانة بالستية
كنت هناك خلف جدران باردة كأني لم أكن
كنت هناك ٣٥ عاما حيث ينام موتي ما قبل أمس!!
كنت هناك بعد أن حوصرنا وقاومنا
في قبضة جلادنا رأينا جهنم حديدهم الصامت…
كنت هناك جسدا وصوت ملامح لها عينان
وكف يرسم بيده المبتورة خارطة الطريق…
لكي يتذكر كل عابر!
ولتكون المنادي للواجب ولتكن طائرنا الأسود الجنائزي!
لسنا كالعدو فالأعداء يتشابهون
يتخفى خلف أقنعة بلا ملامح محددة
عيناه من زجاج وقلبه من فولاذ صدئ
ولا مسميات كثيرة له ومهما كثرت أسماؤه
ندرك أن له اسما واحدا هو العدو
وأنا بطل الحقيقة أترجل لأسكن بطن الوحش
في زنزانة أكلنا ولم يهضمني كأني عسير على الهضم؟!
اخرج شعاعا من نور خفيف كالظل
تراني أين أكون الآن؟!
وأنا الهارب من جاذبية الأرض وبت
أنا الحر والحر والحر رغم قيدي وحصاري
أقلعت مع الطائرة الأخيرة
بيدي المبتورة ألوح لكم
وأنا الشاهد على تراتيل موتي
وعلي موتكم أنتم…
المشاهدون الصامتون بلا قبر…!!
كأنكم الهزيمة التي هي بلا غد…!!!

حنان بدران

المشاكسة غجرية-متمردة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى