أدب وفن

شراع روح / بقلم الشاعرة سمر كرامة

شراع روح

هُزّوا سريرَ الليل، عيونُ الملائكة ناعسة..
الكون بين فكَّي نار ……والليل رماد مندثر …
أيها القابضون على أرواحكم، المتفلتون في غابات وحشتكم،الساكتون عن قهركم الساكنون بين مقبضين …..
ألم تسمعوا صوتًا مرتجفًا ممتدًّا فوق خطوط المدى العقيم،!!!؟؟؟
فككوا أزرار الفضاء وادخلوا فردوسه حفاةً خفافًا ، ساجدين لأنواره غير آبهين لمفاتيح الأسرار وأبواب الأقدار …
أطرقوا صدر الكون، تتلاشى المساءات أمام هتافات اصابعكم الثائرة ….
السماء تكدّستْ ثمارها ونيّاتُكم سلال مثقوبة…..
يد ساحرة لمست جبهة الفجر وأنتم نيام… الرقاد نيران المحاجر….. والابتهالات مسك الحناجر

أقبضوا على النور، يدور حلقاتِ فرح حولكم، وانتم تزركشون الوهم .. وتطحنون الضوء، تبذرونه لعصافير خيباتكم …
شمس الحق تسكن جباهكم تخفي جمال الحبيب ببرقع من ذهب…
هذا الليل تطربه أصواتكم تؤنسه أنفاسكم. اهتفوا بحروف الوجع والدمع وابتهالات الفرح…..
ناقة الفجر تشرب من دنّه حتى السكرة الأخيرة،
وانتم تقارعون الكؤوس الصامتة….
هذا الليل لم يكن أسودَ ، ظلمةٌ سقته مرارة شفتيها وداست سجادته بقدمين مشققتين
ملتهبتين.
انفضوا عباءته من غبار العصور القاتمة، لستم ورثة القهر وهشاشة عظامه ….
سلام مطلق يلمع .. الحور يمشي منذهلا … نهر من العوسج .. الظلّ ينسكب مياهً جارية …. يمامة تسهر فوق الحلم …قرابين على مذبح الأنا.. الكون راهب يصوم ويركع، يجذّف بدمعه إلى ضفاف الابديّة.
سراجين معلقة على أبواب قلوبكم تضيء ليلَ السحم، ألا ترون؟؟!!
راعي النسائم, وواهب الريح لحنَ الحياة، وخامد النار في ملعب الموج ، وملهم الدمع خشوع الملح ….. يناديكم!
أوطاننا شموس تتوارى.
الأرض زوبعة من لهب.
الأنهار تغسل قدميها من دنس الدماء.
الملائكة تبحر بقارب الضوء، تصنع وطنها، اتبعوها.
أطربوا الوديان برنين معاولكم …
وطنكم الذي لم تجدوه، اصنعوه ….
أرواحكم محض نور وهذه الأرض ظلال أجسادكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى