ســـــيـِّدة الفـِـــردوس*بقلم الباحث الشاعر محمد سرور
ســـــيـِّدة الفـِـــردوس
*بقلم الباحث الشاعر محمد سرور
إلى حبيبتي وحُرِّيتي وملحمة بِحاري وسيِّدة أسراري…
إلى حبيبتي وحوريَّتي وحُرمة أحلامي وجنَّة أزهاري…
إلى نفسي نفس النَّسمة السَّماوية بعينيها العليويَّة…
إذ منذ الأزل سرمديَّة هي وحتى الأبد فردوسيَّة هي؟!
وهي ذات عين الحياة حيث الحرف الأوَّل هي من أبجديَّة ذلك الوجود؟!
وأرجوانيَّة وعد الوعود؟!
وهي ذلك الملاك العاشق شهامة عرش الخلود؟!.
إلى عزيزتي كتاب آياتي وسفيرة سماواتي؟!.
إلى حياتي كلمة كائناتي وكوكب كونيَّاتي؟!.
إلى حالي، حال النجمة الوجودية بجفنيها النجوميَّة؟!.
إذ منذ الأزل فردوسيَّة هي وحتى الأبد سرمديَّة هي؟!.
وهي ذات عين الحياة حيث الحرف الآخر هي من أبجدية ذلك الوجود ومرجانيَّة عهد العُهود؟! وهي ذلك الملاك الصَّادق شهادة رمش الشُّهود؟!.
إليكِ سيِّدتي يا مملكة السَّلام ويا بيتَ الأرحام؟!.
إليكِ سيِّدتي يا مكتبة الكلام ويا دارَ الكِرام؟!.
إليكِ يا وِلفَ الوِئام ويا بدرَ التَّمام؟!.
إليكِ يا واحةَ النخيل في الصَّحراء والمجد والعُلى يا نجمة أوطان الدَّمع والدماء وأُنشودة شجون الشُّهداء وأُمثولة أهل الوفاء؟!.
إليكِ يا دمعةَ آدم وحبيبة حوَّاء والشِّعر الأصيل في البيداء؟!.
حبيبتي سلامٌ عليكِ يا أمانةَ الله في عُنقهِ وعينِه؟!.
سلامٌ عليكِ يا وديعةَ الله في عهدِه ووعدِه؟!.
سلامٌ عليكِ يا فرحَةَ رُوحي؟! ووجهة وجُودي؟!.
سلامٌ عليكِ يا تفَّاحة فُؤادي ووجاهة أمجادي؟!.
سيِّدتي سلامٌ عليكِ يا سيفي وقرطاسي وصهوةَ جوادي؟! والعلام العالي على التلِّ والوادي وظفيرة الظلّ الضَّاوي؟! يا قصيدة قصر الوالي وأبيات المديح الغالي ومُسامرة أُنسِ اللَّيالي؟!.
سلامٌ عليكِ يا صَوتَ الصَّدى الصَّباحي ويا قضيَّة القضاء الصَّاحي وأكُفّ القدر الوُجُودي؟! حبيبتي يا حرفي وطرفي وأفراحي ويا دُرَّة المدائِن ووردة الجنائِن؟!. سيِّدتي يا قسيمةَ قلبي وقِبلة دربي؟! ويا هيبةَ الهِلال وزهرةَ الزَّمان؟!.
سلامٌ عليكِ يا قَدَري وقَمَري ويا وجيهَةَ الجمال وغزالة الغزال وجفرة الأجيال؟!.
سلامٌ على العيون السَّاحرة؟! يا سِحرَ الفِردوس وعلى الجفون الجامدة يا فجر الشُّموس وعلى الرُّموش الشَّاردة يا رعشة العُروش؟!.
حبيبتي أنتِ المحبَّة عاصفةَ العُيون العاتية وريحانة الرُّوح المطمئنَّة؟!.
حبيبتي أنتِ البرق والرَّعد؟! أنتِ القوس والقزح؟!.
أنتِ ثورة أهل الفِداء وثروة إله السَّماء؟!.
حبيبتي أنتِ شيبة الشُّهور الشَّاهدة على العلماء؟!.
أنتِ شمعة الدُّهور الخالدة في الصَّيفِ والشِّتاء؟!.
عزيزتي أنتِ عيُوني وعِنواني وفي عينيكِ أعلنتُ جُنوني ووجداني؟!.
عزيزتي أنتِ النغمة الغرَّاء والغِنوة الحمراء واليمامةُ البيضاء؟!.
أنتِ صيحةَ الصُّبح وسُكُونة المساء وموَّال الغُرباء؟!.
سيِّدتي أنتِ ريشة الشُّعراء وشريفة الشُّرفاء وأميرة الأمراء؟!.
أنتِ الغادةُ الحسناء وروضة الأضواء ونبيَّة الأنبياء؟!.
سيِّدتي سلامٌ عليكِ يا أنيسة الأنام؟!.
سلامٌ عليكِ يا قامة المقام؟!.
سلامٌ عليكِ وعلى عينيكِ عزيزتي يا قافية الأقلام؟!.
حبيبتي تعالَيْ لنعلو علوم المروم ونُعانق بعضنا على سرير النُّجوم؟! وأرواحَنا على الحرير تفرح وتحُوم؟! وتغرق وتعُوم؟!.
تعالَيْ يا حبيبتي؟! تعالَيْ لنشرب شراب الشّفاف شرف العفاف وننطرب على خمرة الأسلاف ونغنم غمرة الغِلاف؟!.
تعالَيْ لقد عصفَتْ بنا ألحانُ الحياة وأمطرَتْ علينا أحزان الوَردات واشتدَّت بُرُودة الأجواء؟!.
تعالَيْ حيث حقول الطَّبيعة تُغطِّيها أثقال الثُّلوج ويندُبُها غضبُ الرِّياح؟!.
تعالَيْ يا حبيبتي؟! نعم تعالَيْ ؟! فأنتِ ناري وأنواري وداري ومداري؟!.
تعالَيْ لِنسْكُن أنوار السَّنوات ونكتبُ أسرار الأمسيات؟!.
تعالَيْ لِنسرح مع الأيَّام ونسبح في بحر الأجسام؟! آهٍ يا حبيبتي ما أقوى نار الأجسام؟! آهٍ وما أعمق عيني في عينك حيث الرؤية هي العلام؟!.
وما أحلى الأحلام حيث الغفوة هي الغرام؟!.
وما أروع أنغام السَّكران حيث الفرحة هي الحرِّية ملاحم حروف الولهان والسَّلام مِسك الخِتام؟!.