بيان
إلى من يهمه الأمر،
مرّت أربع سنوات على رحيل أمين الذيب، وطوال هذه الفترة لم يستنكف الأعضاء المؤسّسون – كما هو وارد في البيان التأسيسي- عن متابعة مسيرة الراحل الفكرية كتابة وتنظيرًا وومضات وقصصًا وجيزة. ترأست الدكتورة درية فرحات الملتقى لمدة سنتين، ومن ثم تولى الدكتور باسل الزين ولم يزل رئاسة الملتقى. لكن على امتداد أربع سنوات عانى الأعضاء المؤسسون: د. كامل صالح ود. درية فرحات ود. باسل الزين وتحمّلوا أمورًا عديدة يمكن أن نوجزها في ما يلي
1- الشخصنة: لا مراء في أن الراحل أمين الذيب هو من أطلق فكرة تأصيل الأدب الوجيز، لكن للأسف ثمة من يرى أن فكرة الوجازة نفسها بدأت معه وأنه أول من ابتكر الوجازة والأدب الوجيز. والحق أن الألم يعتصرنا ونحن نخطّ هذه الكلمات، لكن لم يعد بإمكاننا أن نعيد القول بأنّ فكرة الوجازة قديمة وتجد لبناتها ومداميكها في التراث القديم، وذلكم ما أكده الراحل بنفسه. والجديد الذي نفتخر بأننا استطعنا تحقيقه هو وضع معايير واضحة ومفصّلة تحدّد ملامح الأدب الجديد هذا وتحول دون جعل كل نص وجيز أدبًا وجيزًا.
2- إغفال الدور المركزي للأعضاء المؤسسين وإنكار جهدهم التأسيسي. لا ننكر إصرار الراحل على تأسيس الملتقى والسعي من خلاله إلى تأسيس أدب تجاوزي جديد يدعى الأدب الوجيز. لكن مما يجب توضيحه إيضاحًا لا لبس فيه أنّ الأعضاء المؤسسين المذكورين (ولا ننكر هنا دور من رافق الراحل من أسماء كثيرة لا مجال لذكرها هنا، قبل ان تستقر الهيئة الإدارية على الشكل الذي اتخذته عند وفاة الراحل ) هم الذين أرسوا حصرًا قواعد الأدب الوجيز، وهم الذين حولوا الفكرة إلى واقع أدبي ملموس، وفصّلوا القول في القواعد العامة التي ينطوي عليها أي نص وجيز. بمعنى أنهم حددوا السمات واستنبطوا أحكامًا جديدة تتعلق بالإيجاز والتكثيف والخيال وعدد الكلمات وعنصر الدهشة والمفارقة إلخ. لكن للأسف نقولها وقلبنا يعتصره الألم بأن ثمة من يريد أن ينسب كل هذا المجهود إلى شخص بعينه وإغفال الجهد التأسيسي للأعضاء المذكورين.
3- أعضاء الملتقى يرحبون بالجميع ويحاورون الجميع في الهيئة الإدارية، لكن من المهم التأكيد أن الاختصاص المعمق والمؤهلات المعرفية والنقدية والإبداعية مرتبطة بالأعضاء المؤسسين ولو إلى حين. ومن المؤسف أن ينبري بعض المحبين إلى المحاججة في أمور ليس على دراية بها، والأنكى أنها تتعارض مع أفكار المؤسس وما أرساه بمعية المؤسسين من أفكار تجاوزية.
لكي لا نطيل أكثر، ولاعتبارات أخرى كثيرة، يتقدّم أعضاء الهيئة الإدارية د. باسل الزين ود. درية فرحات ود. كامل صالح باستقالتهم من الملتقى، متمنين للأعضاء الباقين كل التوفيق، معاهدين الراحل على استكمال ما بدأوه معه ولو خارج إطار الملتقى أي بشكل فردي وجماعي لما فيه خير الأدب الوجيز.
الموقعون: باسل بديع الزين – درية كمال فرحات – كامل فرحان صالح
بيروت في 2 تموز 2024