أدب وفن

لم أكن أعلم …/أدب/ الدكتور علي العزي

لم أكن أعلم أنني جسرٌ شُيِّدَ بغيرِ إتقانّ،
رغم أنني بنيتُه بنفسي، لُبنةً لبنة..
حتى جاءني زائران، عابران !
أحدهم سرق منّي الحلمَ وفرح الحياة،
وآخرٌ، قرّر أن يستعين بي على ثقلِ حياته،
رغم موتي !!

عادةً، نحنُ نموتُ على دفعتين،
الناس لا تنتبه لموتنا إلّا في الدفعة الثانية..

العابرون يستأنسون بحطامنا الذي يتركوه خلفهم،
كأنهم ينتقمون من حياتهم الماضية..
بعضهم يجدُ في الإنتقام شفاء !!!

أحدهم، كان يخترقُني مرَّةً، ليأكلُ قطعةً من جسدي
ومرًّةً، يقطعها من عقلي وفكري..
وأنا أبلهٌ كأمير دوستويفسكي في روايته الحزينة..
أفتح له الطريق والأبواب وحتى النوافذ،
وهو يُمعنُ بالعبور،
مدركاً ومطمئناً، إنه سينجو !!!

أتذكّر حزيناً، أنه، كلّما توقّفتُ عن الصراخِ،
كان يأكلُ قطعة جديدة منّي..
كنتُ عادةً أصرخُ، كي أبقى على قيدِ الحياة..

كان جميلاً وأنيقاً وهو يأكلني بالشوكة والسكّين
وأنا، كنتُ لا أرى قبحه، رغم الألم !!

▪︎ مونتريال، في 18 تموز 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى