إبحار على متن القصيد/ قصيدة الشاعرة ندى الحاج و قراءة د. ميشال سعادة

“وجدتُ قلبي” نص الشاعرة ندى الحاج ومداخلة الشاعر د. ميشال سعادة
وجدتُ قلبي/ قصيدة الشاعرة ندى الحاج
بين وردتين وجناحين
بين سنبلةٍ وكلمة
حنينٍ وذكرى
حلمٍ ورؤيا
وجدتُه بعد ما ضاعَ
كطفلٍ
كهتاف
كصلاةٍ تفيقُ وتنام
وجدتُه بين ضفافٍ وأعماق
على خطى الآفاق
يحبسُ أنفاسه على وقعِ الأنغام
ويركضُ وراء الأسوار
وجدتُ قلبي بين الألغام
منتظراً يداً، وسلاماً….
مداخلة الشاعر د. ميشال سعادة
بعد قراءة هذا النص الجميل ،
معانيَ ، صورًا وإيقاعًا …
جميل أن تقرأ الشاعرة ندى الحاج .
شاعرة فيَّاضة ، مسكونة بهاجس أن تكون ، وكيف يجب تكون ؟ مأخوذة بالكتابة ، برصف حروفٍ ،
بها تشيد عمارة الشعر لتسموَ بقارئٍ
إلى مرتبتها السامية .
والأجمل أنها في هذا النص ، وعلى غير عادتها ، تبدأ بتصريحٍ جريء بوساطة
فعل الماضي ” وجدتُ قلبي ” .
هي التي بحثت عن قلبها ولا زالت تواصل التفتيش . قد تصل وقد لا تصل. وهي تدرك ان قمة الفن تكمن في وصول لا يصل . وهنا تكمن لذة النص ، واللذة الكبرى . لكن السؤال ” أين وجدت قلبها ” ؟
وما هي هذي الأمكنة التي أختبأ فيها قلبها متواريًا عنها ؟
اللافت انها وجدت قلبها بين وردتين وجناحين : الوردة لون وعطر وجمال حضور والجناحان رمز الطيران والانفلات والإنتقال من مكان الى الآخر .
والجدير ذكره ان قلبها موجود بين سنبلة وكلمة ، بين خبز الحياة ، وبين الكلمة جرح الحياة . عندها استفاق حنين واستيقظت ذكرى من سباتها العميق ، فلاحَ حلم وانبلجت رؤيا . وهذا القلب كان ضاع كطفل ،
كهتاف ، كصلاة .
ولا يخفى انها وجدته في حال يحبس فيها أنفاسه على وقع الانغام ويركض ، لا يهاب طريقا ، ولا أسوارا في مسيرته ، مأخوذا بلهفة انتظار يدٍ وسلام . فالطفولة هذه وعد وانتظار
هي أيضا. وهي وحي والهام وهي شاعر ، مهما تقدم في العمر يظل طفلا يلعب بالكلمات على مسرح الحياة .
شاعرتي ! تليق بك الطفولة والاحلام ، وبك يفتخر الشعر الذي بك موعود على الدوام . وإني لا أخفي إعجابي الدائم .. محباتي دائمة يا شاعرة الحلم والرؤيا . ميشال سعادة الأحد في 25/8/2024