تقنية النانو.. توصيل الإنسولين عن طريق الفم بدلاً من الحقن المؤلمة والمُتكرّرة؟!
تقنية النانو.. توصيل الإنسولين عن طريق الفم بدلاً من الحقن المؤلمة والمُتكرّرة؟!
هناك ما يقدر بنحو 425 مليون شخص يعانون من مرض السكري
نشر في: 12 مايو ,2024:
طور فريق دولي من العلماء نظاماً قائماً على تكنولوجيا النانو، يمكنه توصيل الإنسولين عن طريق الفم بدلاً من الحقن المؤلمة.
وفي جميع أنحاء العالم، هناك ما يقدر بنحو 425 مليون شخص يعانون من مرض السكري، ونحو 75 مليونا منهم يحقنون أنفسهم بالإنسولين يومياً.
وقد اكتشف مادة الإنسولين في عام 1921، وهو دواء منقذ للحياة لأولئك الذين يعانون من مرض السكري. ومع ذلك، فإن إنتاج إنسولين آمن وفعّال عن طريق الفم كان يمثل عقبة طبية كبيرة حتى الآن.
ووفقا لورقة بحثية نشرتها مجلة “Nature Nanotechnology”، ابتكر العلماء بقيادة فريق من جامعة سيدني في أستراليا، قرص الإنسولين الفموي الذي يمكن استهلاكه كأي قرص آخر. واختبروا هذا الدواء على الفئران والجرذان وقردة البابون.
وبحسب ما نشرت “Interesting Engineering” يتمّ تصنيع الإنسولين الفموي الجديد ب ا إ ستخدام “مادة نانوية صغيرة الحجم” بشكلٍ لا يصدّق، نحو 1/10000 من عرض شعرة الإنسان.
وتحمي هذه المادة النانوية جزيئات الإنسولين من حمض المعدة الذي يفكك الأنسولين عندما يدخل الى المعدة. وهذه المادة الفريدة تقوم بأكثر من مجرد إنشاء حاجز وقائي، حيث إنها تحيط بجزيئات الإنسولين الفردية وتصبح بمثابة “حامل نانوي” لهذه الجزيئات، ما يسمح لها بالوصول إلى المواقع في الجسم التي تكون في أمسّ الحاجة إليها.
وقال نيكولاس هانت، المؤلف الرئيسي وعضو معهد النانو بجامعة سيدني ومركز تشارلز بيركنز: “إن التحدّي الكبير الذي كان يواجه تطوير الإنسولين عن طريق الفم هو انخفاض نسبة الإنسولين التي تصل إلى مجرى الدمّ عند تناوله عن طريق الفم أو مع حقن الإنسولين. ولمعالجة هذه المشكلة، قمنا بتطوير حامل نانو يزيد بشكل كبير من امتصاص الإنسولين النانوي في الأمعاء عند اختباره في الأنسجة المعوية البشرية”.
ووجدت الاختبارات قبل السريرية في النماذج الحيوانية أنه بعد تناوله، كان الإنسولين النانوي قادراً على التحكّم في مستويات الجلوكوز في الدم دون نقص السكر في الدم أو زيادة الوزن. ولم يكن هناك سمية أيضاً.
ومن المقرر أن تبدأ التجارب البشرية في عام 2025، والتي ستقودها شركة “Endo Axiom Pty Ltd”، وهي شركة أسسها فريق البحث بعد 20 عاما من الدراسات، على يد البروفيسور فيكتوريا كوجر والبروفيسور ديفيد لو كوتور والدكتور هانت.
ويجب الإنتظار فترة من ٣ الى ٥ سنوات للوصول الى برمجة دراسات سريرية واسعة من احل تقييم فعالية هذا الدواء الجديد وتحديد آثاره الجانبية المُمكنة وكذلك كيف سيكون تأثيره على كل الإختلاطات الجانبية التي يتسبب بها السكري على القلب والشرايين والكلى والجهاز العصبي والعيون وغيرها من الأعضاء.
تجدر الإشارة الى انه يمكن استخدام تقنية النانو لعلاج مرض السكري بعدة طرق. أحد أكثر التطبيقات الواعدة هو تطوير الجسيمات النانوية التي يمكنها توصيل الأنسولين مباشرة إلى مجرى الدم، ومحاكاة الإطلاق الطبيعي للهرمون بواسطة البنكرياس. هذه الجسيمات النانوية، التي تسمى “الجسيمات النانوية”، هي جزيئات صغيرة يمكن هندستها لحمل وإطلاق الأدوية في مواقع مستهدفة محددة في الجسم. في حالة مرض السكري، يمكن حقن الجسيمات النانوية المحملة بالأنسولين في مجرى الدم، حيث يتم امتصاصها بواسطة الخلايا الموجودة في الكبد والأنسجة العضلية، والتي تقوم بعد ذلك بإطلاق الأنسولين حسب الحاجة. يمكن أن يوفر هذا النهج علاجًا أكثر فعالية وأطول أمدًا لمرض السكري، لأنه يلغي الحاجة إلى حقن الأنسولين المتعددة يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، يتم أيضًا استخدام تقنية النانو لتطوير أجهزة استشعار يمكنها اكتشاف ومراقبة مستويات الجلوكوز في الوقت الفعلي، مما يسمح بجرعات أكثر دقة وفي الوقت المناسب من الأنسولين. وبشكل عام، فإن استخدام تكنولوجيا النانو في علاج مرض السكري يقدم وعدًا كبيرًا، وتركز الأبحاث المستمرة على تطوير أجهزة وعلاجات أكثر أمانًا وفعالية وسهولة في الاستخدام.