أدب وفن
“حين يرضع الحزن نفسه”/ بقلم الشاعرة حنان بدران

“حين يرضع الحزن نفسه”
أفقتُ على صوت الحزن
يُرضِعُ نفسه من ثدي الذاكرة،
يتأرجح فوق أرجوحةٍ من لهب،
ويضحك…
كأن الطرقات لم تُبلّلها الجماجم بعد.
الهواء كان مليئًا بنُباحٍ محترق،
والمآذن تصرخ من حناجر مبتورة،
فيما ظلالُ الشهداء
تتقافز كطيور بلا أجنحة
على أسلاكٍ كهربائيةٍ مقطوعة.
الجدران؟
عظامٌ مُقفّصة
نخَرها الرصاص،
وأبوابٌ بلا عتبات
تفتح على أبديةٍ مالحة.
الذباب يطوف كالذاكرة
حول جثثٍ لم تعتذر بعد،
والخوف يُوزّع منشوراتٍ يومية
على أرصفةٍ مبتلّةٍ برائحة الدم.
أبنيةٌ تتهاوى
فوق أشجارٍ مذهولة،
كسمكةٍ حمراء
تحاول أن تتنفس من خارج الحوض،
فيشتعل الزجاج في عينيها
كأنها تفجّر حلمًا شفافًا.
في الزاوية،
رأيتُ خواءً
يرتدي قميصًا من لهب
ويصفّق…!!!
حنان بدران