اغتراب
في الضفة الأخرى
ها أنت تسير وحدك
بابتسامتك الشاحبة
مثل كوكب من دخان
تتشظى بعيدًا عن الأحباب
متأبطًا عكاز الزمن الأجوف
بلا شراع للريح أو مجداف
توقد خيط الذكريات
بقميص الحب الشفاف
مبهورًا بأضواء الموانئ
وناطحات سحب طوال
تلمع من خلف التلال
ذائبًا بموج البحر المالح والزحام
تلملم خيوط الشمس بيد
وبلور المطر المتساقط بيد
تتسكع في شوارع برلين ومدريد
مع نساء الأفرنج الفاتنات
ثملًا في الحدائق والبارات
باحثًا عن شيء من سلام
تعزف أحزان عود وناي
تشدو مغنيًا بملء فيك
تسع وستون أغنية ميلاد
فتنسى وصايا الأنبياء
ونصائح الأباء والأجداد
وعذوبة مياه هذه الأنهر
فهل تدرك قبل فوات الأوان
أن الأماني في بلاد الغرب سراب
وأن حياتك محض هباء واحتراق؟
