إلغاء…بقلم الأديب د. عماد يونس فغالي
إلغاء!
هوذا زمنٌ موبوء، تفشّى به ابتعادُ الناس عن بعضهم البعض. ابتعدَ فيهم كلّ ما يجمعهم. زمنٌ موبوء عمّ كلّ شيء، وانتهى فيه كلّ شيء!
ليس في العالم بعدُ ما يهمّ… لا تعليم، لا شعائر دينٍ، لا واجباتِ مجتمعٍ… كلّ شيءٍ معلّق… لا أحدَ يرى أحدًا، لا يلتقيه… لولا تواصلٌ رقميّ، انتهى كلٌّ إلى وحده، حتى في البيت الواحد حيث التزم الجميع..
وألغيَ ما كان مقرّرًا… تباعًا وعلى مضض. ورضخ الكلّ مع تقدّم الأيّام لانكفاءٍ بات محسومًا…
فعل الوباءُ في الناسِ ما لم يفعله فاعلٌ مهما كانت فعاليّتُه… ألغى الناسَ عن بعضهم البعض، عن انشغالاتهم وأشغالهم. عن كلّ احتكاكٍ بينهم. وكأنّ الدنيا التغتْ…
الغريبُ في الأمر أنّ الكلّ مقتنعٌ بالأمر، قابلٌ ما هو فيه… هذا حالنا كلّنا… دونما “متى”…
بات في أذهاننا تعقيمٌ، أنْ نلتزم ما لُزمنا به… على أملٍ نرغبُ في رؤيةِ بصيصه فلا يُلغى…!!!