أدب وفن

إبحار على متن القصيدة…

قراءة في حضرة الشعر …بقلم الفراتي جمعة الناشف

وبعد متابعه ليست بالقليلة في الشعر المحكي والفصيح
وتراكم الذاكرة والمشهديات التي تجعلك في حالة من التلقي وكأنك على مرمى شلال من الجماليات والمتعة والتأمل والدهشة
نعم هناك الكثير من الأشعار والشعر والشعراء .
وكثير من المدارس وتنوع كبير في المشارب والطروحات في كل مرة تجعل المتلقي في حالة من الترقب والانتظار لكل جديد وممتع وطريف ومدهش .
لتتزاحم الذائقة الفنية عند النخبة من خلال المتابعة الحثيثه في كل أشكال الفنون .
وهكذا تتفاوت الذائقة الفنية عند المتلقي سواء كان سلبيا أو ايجابيا ..سواء تميزه بالمرارة أو الحلاوة .
لذلك تستند الذائقة إلى الجمال بالحالة النسبية لتصبح جزء من الجمال بالفاعلية والتفاعل .
فما تراه جميلا في وقت من الأوقات قد لا تستسيغه في أوقات أخرى .
فالذائقة الجمالية مثلها مثل الجمرة قد تكون مشتعلة لكنها سرعان ماتخبو وتنطفئ .. كبصمات الأصابع لا يمكن أن يشترك فيها أثنين .. أي بالقبول والاستحسان او عدمه .
وهكذا تجعلنا نقول لكل مبدع خصوصية في الطرح لتجد من هو أكثر لمعانا ودهشة .. في القول والكلمة والفكر .
ولكل عصر رجاله ومبدعينه ولكل شخص ذائقته الجمالية الخاصة به .
ولكي تتناول وجبة من غذاء الروح بطعم مختلف لا تشابه ولا تشبيه في الأدب والشعر والرسم والنحت وكل أشكال الفنون .
فيجب عليك التحلي بكامل الموضوعية والمحبة بعيدا عن أي مصلحة ومحسوبية .
نعم هناك ثمة من يخطف الذائقة بقوة البرق .
عندما يكتب ويزخرف وينقش عطر الكلام ومساكب البساتين وألق الحروف والخلجان .
نعم كي نتناول قصيدة تبعثنا للتأمل والتأويل بالشكل البنائي وبنية التركيب بنص ممتلئ بشحنات دافقة في الخلق والابداع .. وكمية من المفردات المستهلكة بتوظيفها بشكل غير مباشر .
لتأتي القصيدة شلال من الشعور باختزال وتكثيف وتبسيط لتعطي المعنى بعدا وروحا تلهب المتلقي بتنهيدة من الجمال والنشوة .
وبجدية الموضوع والقدرة الايحائية والدهشة .. تتلقاها مصفاة ومقطرة عميقة .
وأمتلاك القدرة على حياكة النص الشعري وصناعة نسيج جميل .
طبعا وهذا كله للذين يمتلكون حظا من الحس الموسيقي والحس اللغوي والقلوب التي تتوق لتذوق والتفاعل .
تأمل وحوار ..عاطفة صادقة ووجدان
نقد وسخرية ..خيال وفكرة
صورة وتصوير وتصور .

نعم أنه الشاعر اميل الخوري ..وقصيدته .. فرامة ورق

وبسردية نابضة بالحياة وتضمينها صور ورؤى .. وببصمة شعرية مؤثرة خصبة نابضة بكل سياقها وأسرارها الدالة والأبعد تأثيرا .
وبحس صوفي تتكشف مع رؤياه الروحية التي تختزن صيرورة العلاقة مع الأخر .
وبحميمية لكل الأشياء التي تحيطه في الداخل والخارج ومابين الذات والموضوع .. يستحضر مفردات ذات قيمة تراثية ويرجعنا بها إلى زمن كانت فيه البساطة عنوان الحياة.
نعم تلك الحميمية التي تترك عندنا حس بالحنين والشوق والمتعة
إلى ما مضى .
ليعرج بنا الشاعر اميل خوري ..في السياق السردي للموضوع الذي فيه المنفعة وبقوة نقدية غير مباشرة للأخر .
بقوله ( إلخرج ضبو بخزنتو ول مش خرج ….ويكبهن )
ليختم بقوله (م الغيم فرامة ورق ) أي ليس كل ما يلمع ذهب .
وهنا نقول في كل سياق القصيدة من مطلعها إلى الخاتمة .
يستحضر الذات الالهية .
في الطبيعة والحياة اليومية .. الفرح والحزن .. العمل والتعب .. القبح والجمال ..الغنى والفقر .. الجيد والضعيف ..الحلم والواقع ..المحاكمة والحكم .
وهكذا نخلص بقراءة النص إلى قصيدة نجد فيها .
التكثيف العالي مستخدما خطابا رمزيا مستعينا بالنفس الصوفي .. ببنية درامية بالتنامي والصعود ليجعل الحوار بين الأنا والأخر .
وفي لعبة رمزية سلسة تخلص العلاقة بين الذات والحياة في بعدهم الوجداني .
وليجعل من القصيدة نقدا قولا وكلمة واحساسا .
وكانه على خشبة المسرح باحساس عالي يصور لنا مشهدية كاملة متكاملة ..صورة وتصويرا وتصورا .
وهكذا الشاعر اميل الخوري يأخذنا في رحلة مع الجمال والألق وكل الدهشة والمتعة من مطلع القصيدة حتى الخاتمة .

وهكذا تفتح بوابات الجمال والابداع
ويرفع الستار عن نصب الريشة والحبر
في حضرة الكلمة … الشعر .

2/4/2020

القصيدة/ “فرّامة ورَق ” / الشاعر إميل خوري

فرّامةْ ورَق
……….
……..
بكّير رايح عالشغل,
ألله مرَق..
.
الدنيا شتي,
و بْمكتبو فاتح درِج..
.
وْ عم ينعف مْلفات
داوِخها العرَق..
.
شي مْقرمطو الفار و نْفتح
متل السرِج..
.
شي مْتختخ
وْ شي مِهتري
وْطَرْفو احْترَق..
.
إلْخَرْج ضَبّو بْخزنتو,
وِلْـ مش خَرِج..
.
يكتب عَـ أول سطر
نفنافةْ تلِج..
.
ويْكبّهن,
مـَ الغيم فرّامةْ وَرَق..
………
…….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى