أدب وفن

“الليل”غرفة جدي”ويستعر الشعر” مجموعة نصوص أدبية بقلم الشاعر تيسير حيدر

غُرفةُ جَدِّي …خَرِيفُ العُمْر .الليل.من ذكريات عام 1970
مُتْرعةٌ بعَبَقٍ مُنْهمِر ..ماضٍ يَسِيلُ كَنَهرٍ جَوفِيٍّ يَنْبجِسُ في اللَّحظَةِ الحَمِيمةِ لِلرُّوح ..
جَدَّتي تَرتقُ منْدِيلَها وجَدِّي يُهَيِّئُ الحَليبَ النَّاشِفَ لِلقطَط ..
زَمنُهُما حدِيقةٌ تُزَيِّنُ جَمالَها بالدَّواري فقط..
إبْرِيقُ الشَّايِ أسْمرُ كَغَيمةٍ ماطِرة والنَّحْلُ العاشِقُ يُلاحِقُ حَبَّاتِ السُّكَّرِ المُنتشِرةِ بفَوضىً فوق حَصِيرةٍ والِهةٍ بأرضِ الغُرفة .
جَدِّي يَصْرخُ في ارْتِشافِ الشَّاي باسْتمتاعٍ وجَدَّتي تَتَسلَّى بخِيطانٍ تحيكُ بها عُشَّ العُمرِ الذي شارَفَ على خَرِيْفِه ..!!

ويستعِرُ الشٍِعر…
وجهُ عامِل مدهونٌ بالفقر والقهر،متأجٍِجٌ بالآهاتِ .تلثمهُ القصيدة بنهم ،تحاوره دون أن يدري وتشتعلُ عِباراتُ الألم.
جميلةٌ تلمحها عيناه وهي تزهر.يلتمسُ الغوص في رحيق ما بين الأهداب .يغورُ في ورد البؤبؤ وسحر الرضاب. ينهمرُ المجاز مرفها بالقُبل.
اطفالُ الشهداء يبسمون الأسى ،يتضورون جوعاً للحب لِضمَّة تعيد الدورة الدموية الى ماضيها الرحب.
جبلٌ ينفرد بالعُلى تبسم جلوله والصخور.ينهدُ في القلب طلبا لِقطف مناقير حجَل الأعالي. ترنٍِم أبيات القصيدة في وهاد القلب وتخضَرُّ مفاتن الروح.
يُزهر الشاعر أحيانا، يمتطي غيمة ويبادلها حوار المطر.
يذوبُ مرات ويلاحق الجَمال المستعر من انبعاث الموسيقى وهي تتذوق أوتار جذوة القلب وتعذبُ أنهارُ الشِّعر

اللَّيل…
الجهاتُ الأربعُ بريئةٌ من تدبيرِ المؤامرة المُرَّة
الظلامُ كذلك نفى عِلمه أو سعيهُ إلى التخريب
الاضواءُ المتناثرة بسعادة من شرفات منازل القرية قالت بأنَّها تحب السلام
الجبالُ المجاورة نفَت…
كلُّ ما في الأمر أن وحوشاً بشرية أُفلتتْ في جهات الكرة الأرضية تقضمُ المناجم والأخضرَ والأرواح البريئة كشجرة ولهواتِ الأطفال واثداءَ أمهاتهم وهي تدرُّ الحليب فوق رُبى الشٍِفاهِ الجائعة…!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى