أدب وفن

أشرعتك تجوب عباب سفني/ أدب/ الشاعر هيثم سعد زيان

أشرعتكِ تجوب عباب سفني حين تنسحب الشرايين من نبضي …

يا لنبضي!!!!

سفني التي قد امتهنت النسكَ وطلّقت ولهَ الشطآن…

البحر دبيب مالح وزرقة العين مرفأ للنسيان…

حدّثني السندباد عن هدوئك العاصف حين يلامس طرفك صخبَ بغداد….

حين تمرقين وسط الباعة بخمار لا يليق إلا بمليحة نيسان…

تلتفت الجدران وتستحيل كل الخدود إلى رمّان…

الخطوة تشاكس الخطوة

و المدينة تكتحل بغيم الأرق

النسوة يعتلين الشرفات

يقطّعن الغيض بسكين يشبه “إذّاك….”

لحن أندلسي يختلس الروعة من كعب منتش بـ”هاكَ” و ” هات”

يسرج انبهاره على أوتار الذات…

مريدو القلب، لهم لغط قويُّ النكهة…

يتكوّرون حول النبض مثل سرب حمام يربكه دوران البِركة

حول الماء…

بائع الكلام تحت الشرفات، يطفّف في نبرته و لا يستهوي إلا

بقايا إصغاء…

حمحمات الفضول تلطّخ الجدران كمشاريع غرافيتي مؤجّلة…

المدينة ترتجل الشعر على فوهّات السامعين…

قد لا يروق الشعرُ مروّضيه السذّج…

هكذا حدّثني!!!

و حدّثني عن عطر يغار عليها من وشوشة الحدائق و الغلمان

يلازم فيها الظل وحدود الامكان

حدّثني عن سفني التي صارت….

وعن ورود بلا ألوان…

أنا المنفي ما بين الزبد وحيرة الأفق

أنا المبهور…

أنا الانسان…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى