أدب وفن

وَمْض…بقلم الدكتور العميد محمد توفيق أبو علي

وَمْض…
قال لها: جميلٌ أن يكون الشّغف بوصلة للمودّة؛ فأجابته: وبغير هذا، كيف يعرف الودّ طريقه؟
فهتف هاتفٌ:مَثَلُ المودّة والشّغف، في القرب أو البعد، كوردة جوريّةٍ في يد عاشق؛ أو كوردة اصطناعيّة في آنية من خزف!

🌾🌾🌾


قال الرّغيف:جميلة هي المشاعر، حين يحميها قلبٌ حميم، وعقلٌ مستنير، ويدٌ تحمل المنجل بوصلةً للجهات، ووِرْدَ وَجْدٍ يصدَُُّ من يحول بيني وبين الأفواه الجائعة!
وهتف هاتفٌ:طوبى لك يا رغيف، حين توحّد الجائعين، تحت راية الحبّ والعدل!

🌾🌾🌾


يا لَفرحي، يُعيد صَوْغَ المَدى رجْعَ الصَّدى، لنبضٍ يداوي جِراحَ المِدى؛ قالَ ضَوْعُ ياسمينةٍ، أمسكت بها يدُ عاشقٍ، يَمَّمَ حبيبتَه، وآب مطمئنًّا!

🌾🌾🌾


حين يَهيمُ النَّرْجِسُ، ويَجِفّ الماء، يَهْطِل البَنَفْسَج غيثًا وغوثًا، لِحُبِّ الحياة، ولأنوثةِ خصبٍ يُلِمّ بها القَحْط؛ ويشهد للياسمين بأنّ الجحود لن يَدْفِن ضَوْعَه في سراديب الغرور، وبأنّ الكلمة حافظةَ أسرارِ الشّذا، ستبقى الشّاهدَ للأحياء، وعلى القبور!

🌾🌾🌾


قال لها: هذا الصّباح لا يؤتمن على سرّ، فاحترزي منه؛ فقد وشى للياسمين وللعصافير أنّ وجهًا عذبًا قد أيقظه؛ فامتزج الضَّوْع بالتّغريد، في مزامير الوجد!
فأجابته: “كفّرَ” الصّباح عن وشايته، بأنْ أخبرني كم كنتَ في انشراحٍ وغبطة، وأنت تُرنِّم هذه المزامير!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى