وحيدة أرتب أفكاري ، وحيدة أنظم أشعاري/ أدب/ الشاعرة سمر كرامة
وحيدة أرتب أفكاري ، وحيدة أنظم أشعاري،
وحيدة و لست بعزلة عن ذاتي،
كل ما ينتابني قشعريرة البعد أتنفس ذاتي ،أغوص داخلي أبحث عن أناي لأعيدها إلى أول صفحة لقنتها أبجدية الحياة. أتنهد شهقة الولادة و كأني لأول مرة أسمع صرختي تشق عباب الفضاء.
وإذا بي أسبح فوق الغيم الأبيض أتشبث بعباءة القمر يدلف روحه طهراً على روحي أتقمصه تحنانا ؛ لأسامر النجوم و أبوح لهم عن سري وحدهم القادرين على الكتمان . أركض في مروج السماء الرحيبة هي ملكي هي الفسحة الكبرى التي تتسع لصوتي و مناجاتي . و تلك الياسمينة المتسلقة أعمدة الحياة هي أدراج أنفاسي لاستنشاق النور ،و الاغتسال بندى عطره ، و ذاك النهر الذي يتدفق أشعة بنفسجية يمر بي لتتعمد روحي و يروي بيادر القمح على كفي.
…دعك يا أيتها الروح كما أنت حرة كل ما حولك أصنام و أنت طليقة ، رنمي على نايات القصب أنشودتك الوردية ففي القصب موسيقى الأزل و شوق القبل فيه رائحة التكوين المنبعت من خمائر التراب . انفخي في رئة الحياة اعيديها من جديد الى الارض المتعطشة للحركة
انفخي بعد و دعي الأصوات تعلو أكثر فأكثر ما زالت العصافير نائمة و ما زال الشجر متكئ على ظله و ما زال العبير يختنق في حنجرة الورد
رتلي العشق ففي التراتيل تستفيق الكائنات
اكثري الآيات ابدري الصلوات ازيحي العتمات
هنا تبدأ الولادات
و هنا الشمس تلد توأمها و هنا البحر يلفظ الزبد على
شاطئه لتتجمع الغلال لآلئ و يدفق المرجان بريقه.
وهنا أراني و كأنني الروح الوحيدة ،التي تنتظر
ارتداء ثوبها بخفة ومضة هاربة من زفرة نجمة،
تجمع حبات الدمع ؛لتصنع عقدها العاجي الذي ستهبط به إلى الأرض لتكمل حكاية الدوران و رحلة الغفران .