همسة

بلدي الجميل من صبَّ عليك كل هذا الخراب…؟

بلدي الجميل ينهار، وقلبي عليه ينهار!
من أفجعك بحلاك؟ من صب عليك كل هذا الخراب؟
أتدري لم أعرفك ليلة أمس، حاولت النظر إليك بتمعن فلم أرَ سوى الدمار. لما كل هذا يا الله؟ أهذه هي بيروت، عروس الشرق؟
أين حلاها، اهكذا يرحل؟
ادميتِ قلوبنا حرقة على زهرة شبابك.

ننفض غبار أحزاننا، نسأل انفسنا . كيف وصلنا إلى هنا؟ نحن الشعب العظيم! وقعنا. غابت شمسنا فأصبح النهار ليلا حالكا ينعينا. انظر إلى صورته في خيالي، ثم انظر إلى الواقع لأرى كمية الظلم على بلدي. لن ارسم صورتك الجديدة في ذهني، لن ابيع مستقبلي لايديهم، سارمم نفسي بنفسي. سأضع كمادات على الجرح هنا، والجرح هناك، وواحد على رأسي، واخر مكان قلبي الذي تفتت. ولن انسى روحي، اواسيها واطبطب عليها، بعد أن امسى حالها كحال كل اللبنانيين “يتيمة”.
هل سنقف من جديد؟ ونحن لم ننم ليلة أمس، لم نقدر على ذلك، فالنوم خيانة لوطني وشعبه الحزين.
لبنان يا إرث الدهر، يا بسمة الحب، ويا روح الصيف وجمال الربيع، اتسمعني؟ إذا كنت هنا أجب، فنحن اتينا لنشلك من تحت الردم والركام. قل، أأنت هنا؟ لا تخف لن نغدر بك، فنحن نود قتلهم جميعا على ما فعلوه بك.
لبنان، أيها العظيم اتسمعني؟ اجب لا تخف، فهذا صوت ايتامك نحن – الشعب- المدمر مثلك، قف لنقف من جديد.
كنت الأب الحنون، واليوم أراك طفلا عاريا يبكي مستنجدا يسأل عن امه الثكلى.
انا امك لا تخف، ودموع الأمهات اليوم أمك، والشهداء امك والطير المذبوح امك. لا تخف ارجوك.

ملاك ناصر رزق /كاتبة لبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى