عن الفوارق الفنية بين الخاطرة وقصيدة النثر
عبدالله السمطي/ شاعر و ناقد
كلاهما فنان نثريان ينتميان بدرجة أو بأخرى إلى النثر الفني. إن تاريخية بدء الكتابة الفنية النثرية بعيدة متجذرة في تراثنا العربي. منذ ما قبل الإسلام. هذه التاريخية نشير لها فحسب بهذا الفن النثري الجميل المسمى : السجع. هذا السجع يحمل خواص بلاغية مهمة متكررة جعلت له شأنا من التميز.
لا أريد الاستطراد في ذلك. ما يعنيني هنا ان النثر يمكن أن يولد فنا له بلاغته وشاعريته المتميزة. لكنه على اليقين لن يقترب من فن الشعر الذي يشكل قمة التعامل الفني مع اللغة وقمة الأداء بقواعده الجمالية المعروفة.
والخاطرة عمل شاعري لا شعري. كما أكتب في نثر الرواية ومشاهدها الوصفية أو في المسرحية النثرية أو القصة أو المقالة الأدبية. لنحدد هذا لاحقا.
أما قصيدة النثر فهي قمة أداء النثر الفني الذي يقربها من الشعر وتتراوح بين مستويين
الأول: مستوى شعري يستلهم مختلف قواعد الشعر من صور عميقة جديدة ومن معان تحتاج إلى التأويل ومن بنى مركبة تصبو إلى الاختلاف عن حالات النثر العادي.
والثاني: المستوى الشاعري وفيه يقل الجهد والأداء الفني وتتشابه النصوص في بناها وتعبيراتها وأدائها.
لكن ما هي الفوارق الفنية بين الخاطرة وقصيدة النثر؟
( يتبع)