أدب وفن

بوصلة العناق/بقلم الشاعر عصمت حسّان

بوصلة العناق

أدري بأنّ البحـــرَ خلفـي هـائــــجُ
وأمامَ عينـــــي فتنـــــةٌ وخــوارجُ
ولسوف تخذلني الطريقُ وخطــــوتـي
ما عادَ تربطها عُــــرىً ووشـائــجُ
أنا كنتُ قبلَ اليومِ أصنـعُ ضحكتـي
ما بيـن حــزني والسّـــرور أزاوجُ
وأقـولُ للأشـواكِ نبضُـــكِ وردتــي
هـي للجميـعِ مسـالـــكٌ ومنــاهــــجُ
وأقــولُ للأنهــــارِ مـاؤكِ في دمــي
يســري ، وكــلُّ الأمنيـــاتِ معارجُ
ما همّ تخدعني الحيــــاةُ بمكـــرهـا
أنا دائمــاً غِـــــشّ الحيــاة أعالــــجُ
وأسـنبلُ القمحـاتِ قبـــلَ أوانهـــــــا
وســلالُ شــــوقي في اللقاءِ هـوادجُ
ما سـرتُ في شـطّ الضلال وساءني
أنّـي الهـدوءُ وكــلّ شــــطّ مائــــــجُ
البـؤسُ يعطينـــا الـرجولـةَ عنــــوةً
والكـلُّ لــو عاشَ التعـاسـةَ ناضـــجُ
حتـى الصغارُ الحالمـونَ تقافــــزوا
فـوق الطفـولةِ والسّــرابُ مَـــدارجُ

والأرض تشـبهُها السـجونُ جميعُها
والفقـرُ حــالٌ ، والضياعُ لــــواعـجُ

بيتـي أنا كــلُّ القلـــوب تــــوّحــدتْ
ولهـــا ببوصلـــةٍ العنـاقِ مخــــارجُ
السّـــــارقونَ طبـاعهــم مكشـــوفـةٌ
ما ســارَ خلـفَ اللـصّ إلاّ السّــاذجُ
والثائــرونَ إذا أرادوا نهضـــــــــةً
خرجــوا وإنـي في المسـيرة خارجُ

الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب بشامون الضيعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى