مقالات واقوال مترجمة

كارمن كوندي ،في العيد العالمي للشعر تُليَت قصائدُها في أنحاء العالم

الشاعرة كارمن كوندي

كارمن كوند : صدرك ، الذي يتنهد ،غريبا ، مرتجفا من اشياء يجهلها، و من عوالم تحرك سكونه…

اذا كتبت “قصائد كارمن كوند” على محرك البحث فسوف تحصل على عالم ثري من المواد ، هذه الشاعرة أصبحت في سنة ١٩٧٨ المرأة الأولى التي تدخل إلى مؤسسة RAE أكاديمية ريال اسبانيا بعد انقضاء ١٧٣ سنة على تاسيسها.
كارمن كوند ولدت في كارتاهينا سنة ١٩٠٧ ، هي كاتبة خصبة الإنتاجية، و هي أيضا متميزة بكتابة الدراما و النصوص النثرية، منذ الصغر بدأت بالكتابة و لديها إرث أدبي غزير لذلك يعتبر القراء أن عرض بعض نماذج من كتاباتها ليس كافيا، بمناسبة العام المئة لميلادها، خصصت مجلة الباييس الإسبانية مقالة تكريمية لعطاءاتها الأدبية و قد وصفت شعرها بالمموسق و الطازج و الحسي.
اول مصدر لإلهامها كان حامل نوبل الأدب خوان رامون خيمينيس. تبادلت الرسائل لمدة ستة عقود مع الشاعرة ارنستينا دي تشومبورسين، و قد أظهرت هذه الرسائل اعجاب الشاعرة لغابرييل ميرو و سانتا تيريزا و فراي لويس دي ليون.
بعد أن تبوأت عدة مهام ثقافية ، تعرفت سنة ١٩٢٧ على الشاعر أنطونيو اوليفر ثم تزوجته عام ١٩٣١ .
خلال هذا الوقت في سنة ١٩٢٩ قامت بإصدار أول أعمالها النثرية تحت عنوان BROCAL بروكال .
رزقت من زوجها اوليفر بفتاة ما لبثت أن توفيت في سنة ١٩٣٣ ، و هذه المأساة أثرت عميقا في أعمالها.
بعد الحرب الأهلية الإسبانية كارمن و زوجها كانا من الأعضاء المؤسسين لجامعة كارتاهينا الرسمية و لارشيف روبن داريو في جامعة مدريد .و قد عانا من ظروف قاسية اضطرتهما أن يعيشا منفصلين لفترات طويلة .
في السنوات اللاحقة مارست كارمن مهنة التعليم للأدب الإسباني في معهد الدراسات الأوروبية و في جامعة فالنسيا.
وقد تميزت هذه الحقبة بالصناعة التركيبية في قصائدها التي كانت واضحة في اعمالها مثلا ” في أرض اللاأحد ” عام ١٩٦٠ و قد تميزت بشعور الوحدة و الإنعزال. و في عام ١٩٧٠ في عملها الأدبي “على الجانب الآخر للخلود ” تصرح فيه كارمن عن موقفها من الظلم الإجتماعي .
الجوائز التي حازت عليها كارمن كوندي كثيرة و لعل أهمها، جائزة اليساندا مونتكادا عام ١٩٥٣ عن عملها الأدبي ” الجذور المظلمة”
عام ١٩٨٠ ظهرت على السيدة كارمن اولى علامات الألزهايمر ، لكن المرض لم يمنعها من اصدار آخر دواوينها ” أيام جميلة في الصين ” ١٩٨١ الذي كشفت فيه عن إعجابها الكبير بالمارد الآسيوي . توفيت كارمن في ٨ كانون الثاني ١٩٩٦ عن عمر ناهز ٨٨ عاما.

? ملامح في أعمال كارمن كوندي ?
? و بعض قصائدها الأكثر جدلا و شهرة ?

كارمن كوندي تشتهر بموسقة الأنا، باسلوب موارب و غير محدد في قصائدها تتعمد أن تخفي نوع الجنس كي تتحايل على المبادىء الأخلاقية الموروثة، و تتجه إلى الروح في ابتهالاتها، و تستخدم ضمائر غير محددة . في كتاباتها يتماهى الإنسان مع مشاهد من الطبيعة، الأعضاء في الجسد تستخدمها بكثرة، و تؤنسن عبرها الطبيعة ، الرغبة في في كسر التابو و الممنوع، و الملاذ إلى الصمت من القواسم المشتركة في أعمالها عبر صور الليل و الخواء و المجهول.
قصائدها حرة ، لا تقيدها القافية، لغتها واضحة قوية ، مع صور عميقة جدا تمسك بالقارىء و تجعله يقرأ و يعيد قراءة كل قصيدة ، بيتا بيتا .
قصائد كارمن كوندي عالمية و في العيد العالمي للشعر قرئت قصائدها في جميع نواحي العالم .
هناك خمس قصائد من الأكثر شهرة : الحبيب/ الحبيبة- قبالتك- إكتشاف- سيطرة- الكون له عيون – حب .

قبالتك …..
لأنك انتَ .
كونك انتَ .
دائما مختلف،
و بعيد عن كل الذين ينظرون .

هذه الوردة
التي تسكب الضوء
من سمائك إلى بحرك ،
ملاذ، احبه،
ملاذي أنا،
حقل الحب الذي لم ابح به مطلقا.
حب خائف ، خجول، و رزين
كعذراء قديمة
تأتي و تضيع في جسدي معك
و في جسدك الابدي
الذي يسكب كلماتِِ من بحر و نخيل .
تروي عطش الأزمنة
اترك نفسي في بحرك و امسي لك
كأنه علي ان اهب نفسي لأكونك
اذا اطبقت جفني
اتحول إلى كائن و صوت و اغرق حية …
ها انا جئت …
و أذهب
و سوف أرحل غدا …
و سوف اجيء في مثل هذا اليوم …!!
اي مخلوقة سأعود ؟
كي أبقى أو أهرب
في ضوئك باتجاه اللاشيء.

ترجمة و اختيار سمية تكجي
المصدر : actualidad

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى