أدب وفن

“الوحش ” عنب العناق “الأزمنه ” باقة قصائد بقلم الشاعر عصمت حسّان

الوحش

لست أخشى من رياحِ القهرِ
أن تغتالَ رمشي

سوف أبقى ضاحكاً حتى وإن
أغرقوا بالدمعِ نعشي

أكتمُ الأوجاعَ عن أرضي
فألقى في طريقي
ألف جحشِ

أسرقُ الآمال من يأسي
وأسمو عن قطيعِ الذلّ
للعلياء أمشي

فطرتي حريتي الأغلـى
ووهمُ القيد
لن يسطيعَ خدشي

قد رضعتُ الحبّ
في مهدي
فصار الشعرُ والأخلاقُ عرشي

في طريقي الوردُ
والأشواكُ جرحي
ولقد أعطيتُ للأخيار
والفقراء كبشي

أمّتي أمي
وكلُّ الأرضِ بيتي
وجميعُ الناس إخواني وجيشي

لا تزيدوني هموماً
فوق همّـي
والمدى العاتي صدى قهرٍ وبطشِ

قد زرعتُ الخير
أجيالاً بحقلي
فوجدتُ الشوكَ في دربي
وحرشي

لستُ أخشى العتم
قنديلي حروفي
مذْ عرفت الشعرَ للعلياءِ أمشي

داخلي اثنان وكم يعلو
ملاكي
حابساً في قمقم الغاوين وحشي


عنبُ العناق

شعري عتيقٌ كالنبيــذِ
وأنتِ خمركِ أعتــقُ
ومحابري عنبُ العناقِ
إلى الهوى تتشوّقُ

وحروفي السبعون ألفُ فراشةٍ
تعلو
ويقصرُ عن مداها المطلقُ

من هاجسِ الشمعِ الحنونِ
مشاعري
كانت تطوف على الضفاف وأغرقُ

فكأنما الموجُ العنيفُ
يقودني
ويطلُّ من قلمِ المتاهِ الزورقُ

لي شاطئان على المياه
كلاهما
قال المنارة في القصائدِ أصدقُ

لي وردتان على الجبال وكلما
ريح تهبُّ
فإنّ عمري يورقُ

سبعون قافية وقلبي لم يزل
طفلَ الحقولٍ
كهولتي كم يسبقُ

لا أتـّـقي العتمَ الحرونَ
بشمعةٍ
بالشعر كم ضوئي يشعُّ ويشرقُ

أسقي البلادَ الظامئات
كرامةً
من كرمةٍ كم طاب فيها المنطقُ

إني أحاذر أن يُقالَ مدائني
سقطتْ
ويحكمها السفيهُ الأخرقُ

تكبو الشعوبُ
وفي غدٍ من جرحها
سيثور فينيقُ الفدا ويحلّـــقُ


الأزمنه

أنا لم أُرِقْ خمـرَ العناقِ
لأنّ قلبـي
أدمنَـــهْ

فشربتُ نهراً من حنين الناسِ
أنبتَ شاطئينِ
وقمّتينِ
وسوسنهْ

وجلبتُ طيرَ عوالمِ الرؤيا
لأجعلَ من عيوني
مسكنهْ

منذ الطفولةِ أرتقي الريح العتية
ما عرفتُ مذلةَ المعنى
وذلَّ المسكنهْ

ومع الحليبِ شربتُ قلب الأمِ
كي قلبي يعانقَ
موطنهْ

ولثمتُ همسَ الظلّ كي تسري الشموسُ
على فمي
ويصيرُ صوتي
مئذنهْ

الأرض أعطتني عروشَ الضوء دفّاقاً
وشعري قد حباني
السلطنهْ

أتوضأ الحبرَ النبيلَ
وأنحني للحـبِّ
أسجدُ في محاريبِ الهوى
لتصير أصعبُ لحظةٍ في الحبّ عندي
ممكنهْ

أنا عندما أرسيتُ فوق الريحِ مزماري
استقامَ الوجدُ حيّاً
في ضمير الأزمنهْ


الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى