أدب وفن

مساحات التحول في سردية الشعر نحو عوالم الرواية عند عبدالوهاب بيراني..

من ملف الشعراء الكرد في سوريا..

بقلم أفين حمو

يكتب الشعر و المقالة النقدية و باحث في تاريخ الادب الكردي، و يحرر اكثر من زاوية صحافية ثابتة في عدة صحف عربية و كردية، بالاضافة الى اسهاماته في عدة منابر اعلامية و منصات الكترونية،انه الكاتب و الشاعر الكردي السوري عبدالوهاب پيراني من مواليد مدينة سري كاني /رأس العين عام 1968…
درس علم الاجتماع في جامعة دمشق و عمل متابعا دراميا في اكثر من شركة انتاجية،..يمتاز شعره بالأنغماس في الطبيعة و يمنح عناصر الطبيعة الحية بعدا فلسفيا،و يحاول مقاربة الروح الشعرية الاسطورية عبر تناصات تراثية ملحمية دينية،يجتاز عتبة التصوف لينغمس في يوميات يعيشها مستعرضا مساحات عميقة من الألم و الوجع،يستخدم تيمات و معادلات سردية تكاد تلامس وجداننا المعرفي التاريخاني،يفاجئك بتركيبة مغايرة،و متمايزة،يمنحك جرعة من الشاعرية تختار اغوار الانغماس السرد الروائي و كأنه ينتحل صفة الشعر وهو يروي روايته الغير معلنة،لعله يؤسس لما يسمى بالرواية الشاعرية او الشعر الروائي…
من نصوصه نختار لكم هذين النصين:
النص الأول:

المهرولون…

مهزومون
مهرولون
حفاة
يتلمظون شفاهم اليايسة
يتلمسون جيوبهم الخاوية
يكيلون الهواء
يختلفون حول شجرة حبلى
يشتمون الذرية
و الغبار
و السموات
يعودون الى بيوتهم الكئيبة
كل مساء
ا”شد كفرا و نفاق “…

النص الثاني:

ارطال الطين…

جاثية هناك تزين ارطال الطين
تزركش خطوط المسافات
تضيء عتمة الوقت كالمرايا الخجولة في حضرة العري
الخريف يأخذنا نحو المسرات الباردة
نلهث..
لا احد سوانا
و الظلال تطول
و تنكمش
نسري في الليل
نمضي نحو ضوء مسرح ساهر
ممثلين
و ممثلات مبتذلات
و الحكاية
لا زالت
حكاية
امراة سرقوا منها اساور الخريف
لا زالت جاثية في الطين تزرع الرغبة
و رجل يحيا كل مساء…
يحمل الضوء
و الشهوة
و الرنين…!:

عبدالوهاب بيراني
الحسكة /
3/11/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى