أدب وفن
الصداقة والجاذبيّة

الصداقة والجاذبيّة
الدكتور العميد محمد توفيق ابو علي
من المسلّم به، أنّنا حينما نخرج من جاذبيّة الأرض، فإنّنا ندخل في ما يسمّى عند أهل الفيزياء بانعدام الوزن؛ وفي مجال الصّداقة، بوسعنا استثمار هذه الحال، بأن نخرج من جاذبيّة الأنا إلى فضاء الآخر؛
فلو حملنا إلى صديقنا مِن همومنا ما لا نطيقه، فلا عبء عليه؛ وفي الوقت عينه، لو حمل هو نفسه إلينا من همومه، ما أثقل كاهله، فلا شعور البتّة عندنا بالثّقل!
فلنمارس، يا أصدقاءُ، هذا التبادل في الهموم، ولنسترح جميعًا؛ لكنِ الحذرَ، الحذرَ،
الحذر: فبعض “الأصدقاء” لا يتقنون اللغة العربيّة جيّدًا؛ ولا يستطيعون التّفريق بين
الودّ والوجْد وما ضارعهما من نُبل المشاعر، وهواجس أخرى!
والحذرّ الحذرَ الحذرَ! فزيفُ بعض الأقنعة قد يوقعنا في الهوّة؛ ولْنعلمْ
- أنّ الصداقة جنّة مشاعر؛ فلا نبتئسْ إن كُشِفَ القناع؛ ولنتذكّر أنّ إبليس كان بين الملائكة، وهو من الجنّ!
*وأنّ من لا يدري معنى الودّ و الصفاء، ليس جديرًا بجنّة الصداقة!
*وأنّه ليس صديقًا من يفقأ عين صديقه،ليثبت أن إصبعهُ صُلْبة!
*وأنّه ليس صديقًا من يتحرّى صِدْقَ صديقه!
*وأنّه ليس صديقًا من يكتال-مع صديقه- بمكيال الربح والخسارة!
*وأنّه ليس صديقًا من يقود “صديقه”مقيّدًا، إلى سوق النخّاسين؛ ليتباهى، من بعدُ، بأنّه اشتراه، ليعتقه!