أدب وفن

كلهم صُوَرٌ ..عن بعد / بقلم الشاعرة نسرين حمود

كلهم صُوَرٌ.. عن بُعد
(نَصٌّ من القلب)

باتت تكفيني من المارين
على أرصفة أيامي.. صُوَر
ألتقطها في ذاكرتي، عن بُعد!
صورٌ بتقنية عالية
تظهر ملامح الهزائم
وموطئ أقدام الحياة على قلوبهم

صوَرٌ تلتقطها الذاكرة قبل ان أفر هاربة..
مخافةَ أن تلامسني الجراح فيهم،
أو تصيبني تعاويذ التعابير على وجوههم
أفرّ وفي ذاكرتي لقطات لبريقٍ في عيونهم،
لدموعٍ تجري تحت فيض ادعاءاتهم،
ولــطين الخيبة في ابتسامتهم

صوَرٌ عن بعد.. أحفظها واعود
كي لا تسرقني متاهاتهم العاليةُ جدرانها
تلك التي إن سرقت أحداً أعادته حطاما

ألتقطها، اعود، وأجلس بعيدا..
مع نسخة في الذاكرة
أسترجعها متى اردت ..نسخةً أصلية
منقّحة من ذلك “الفلتر” المضاف
الذي يخفي ملامح انكسارهم
وصوت أوجاعهم
نسخة خالية من مساحيق الكبرياء
أترك لدموعها حرية الهطول
ولطين بسمتها حق البوح
ولأحداقها شرف المغيب، قبل الشروق

أبتعد خشيَة تحويلي لشيء يشبههم
هم (الزومبي) .. الأموات الاحياء..
كما يحدث في ذلك الفيلم
حين يغرس الزومبي أسنانه في جلدٍ أحدهم..
ليحوله زومبي آخر ..
يحوّل كل من حَوْله إلى نسخة منه
زومبي.. لا تنتهي مأساته إلّا برصاصةٍ في الرأس

أريد ان أحيا ..
ان أشعر بكل ألمٍ يجتاحني.. دون خوف
أن أفرح بتفاصيلي الصغيرة .. دون خجل
أن أصرخ من السعادة.. كطفل
وأن أحــب …. مهما كلفني الأمر..

أخاف اقتراب الأموات الأحياء..
من يسرقون الحياة
ويُفزعني الترنح في خطواتهم
نحو المجهول

أشتهي مشاعر حيّة نابضة..
ويلاحق قلبي شعاع نور ..
يمشي مستقيماً وإن تكسّر..
أريد أن أشعر بكل شيءٍ حتى الثمالة
وأن أعيش كل شيء حتى الرمق الأخير

الشاعرة نسرين حمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى