الحنين إلى تراب الوطن/ بقلم الشاعر الشيخ حسين أحمد شحادة

الحنين
إلى تراب الوطن
—
لا بأس بحزن يبعثر الذكريات
ويغمض العين عن شوكة في الحلق
تجرح مجرى التنفس
وتجرح الكلمات
وتجرح اللسان
دمشق ليست تلك غوطتها
وبيروت ليست هي بيروت
فما علينا نحن العشاق
إلا أن نرثي النهر والأشجار
يا أخي كن أخي ولا تكن عليّ
وَيَا قلبي
لم يا قلب عاهدتني
ألا تطلق قلبي في الهواء
فماذا دهاك
أعضّ على أزهاري جرحاً فجرحاً
وزهرة زهرة
فلا أبصر من دثاري
غير نايات الحنين إلى صنوبرات الوطن
وطني الغائب
وطني الحيران
وطني الباب المؤدي إلى النسيان
أقول : لا بأس بحفنة من تراب
ترتدي وجهي وتغضب
أقول للتراب : أنا من صلصال
وأنت من الحمأ ذاته
فيركض خلفي ؛ هل تغيرت ..؟
لا
أنت تعرفني
كل ما في الأمر
تغير إسمي وحاق بي طائري المفرد
بأغنية كسرت حواجز الزمن
بيني وبينك يا تراب أسلاف البداية
ونبؤات الختام
ومن بين جميع الإسماء الخبيئة
بإزاء الضوء
سيلمع حزني
كلمّا ارتفع دم على نعش
وجدتني شبيه الطيف على قمر
أو شبيه الغريب
ماشياً على حجر
—-
الشيخ حسين أحمد شحادة