رسالة مفقودة تحث على إعادة التفكير ب “هرطقة” غاليليو


عام ١٦٣٣ وقع غاليليو بأيدي محاكم التفتيش عندما أكَّد ، وبعكس مزاعم الكنيسة أن الأرض هي التي تدور حول الشمس ، و هنا الرسالة المفقودة منذ ٢٥٠ سنة و التي كتبها عالم الفلك الإيطالي بخط يده تكشف عملية دحض عقيدة الكنيسة الكاثوليكية.
الرسالة عثر عليها مؤرخ شاب في مكتبة royal society في لندن، و تبدو هذه الرسالة قد وجدت أماطت اللثام عن غموض دام لأربعة قرون حول كلام غاليليو عن الشؤون السماوية .
في تلك الرسالة التي تتضمن ست صفحات و كتبها العالم عام ١٦١٣ يجادل غاليليو ضد المفهوم القائل أن الشمس تدور حول الأرض و ليس العكس
و قد وجه رسالته إلى صديقه عالم الحساب بينيديتو كاستيللي في جامعة بيزا.
خلال تجاربه بالتليسكوب، غاليليو اكتشف دليلا يدعم نظرية كوبرنيك حول مركزية الشمس ، فكتب لصديقه أن هناك فقرات في الإنجيل تأتي على ذكر أحداث فلكية لا يمكن أن تؤخذ حرفيا مع نظريته و نظرية كوبرنيك.
من حظ غاليليو العاثر ، أن نسخة تم ارسالها الى محاكم التفتيش , يقول غاليليو انه تم تحريف هذه الرسالة و تغيير بعض كلماتها لجعله يبدو كأنه مهرطق و ينشر بدعة .
في السنة نفسها جاء غاليليو إلى روما لتجري محاكمته و يتهم بانه مذنب و ووقعت عليه عقوبة السجن الإجباري المنزلي في بيته القريب من فلورنسا حتى وفاته عام ١٦٤٢.
و كما ذكرنا أن هذا الملف المهم قد تم اكتشافه على يد المؤرخ الايطالي الشاب سلفادور ريكسياردو و هو في جامعة بيرغامو و قد أتى إلى المكتبة من أجل ملفات اخرى تساعده في ابحاثه و قد وجد هذه الرسالة بالصدفة عندما كان يراجع أرشيف المكتبة .
و هذا ما قاله:” لم أصدق انتي اكتشفت الرسالة التي يعتقد كل الدارسين في شأن غاليليو أن اكتشافها امر مستحيل و ميؤوس حصوله.
هذه الرسالة التي حصل خطأ في تأريخها في جدول المكتبة ، تكشف أن غاليليو نفسه غير قليلا في النص الأصلي كي يحمي نفسه من كراهية محاكم التفتيش.
الموضوع يبدو على قدر كبير من الأهمية لأنه حتى اللحظة يوجد العديد من ” الإصدارات” حول الرسالة الأصلية ، واحدة منها بيد الفاتيكان و هي رسالة شديدة اللهجة وجهها غاليليو و يشدد فيها على ضرورة الفصل بين العقيدة الدينية و الدراسات الفلكية.
الإكتشاف يكشف أن بعد مدة قليلة من معرفة محاكم التفتيش، قام غاليليو بإخبار صديقه بالأمر، أن رسالته تم تغيير بعض الكلمات فيها و كتب له ما قاله برسالة مرفقة، ما قاله حقيقة في الرسالة و طلب منه ارسالها للفاتيكان.
الجدير بالذكر ان المؤرخ العالمي الشهير آلان تشابمن صرَّح لمجلة (Nature) أن هذا الإكتشاف ذو قيمة كبيرة و سيفتح المجال لمعارف جديدة حول تلك الفترة الحرجة .