أدب وفن

لنا فقط…بقلم الشاعر إدريس سراج / المغرب

لنا فقط

هذه الليلة
كانت الذاكرة
اقوى من عقاقير الأرق
هذه الليلة
كانت لنا عزيزتي
كنت تبتعدين
كلما دنوت من حلمك
هذه الليلة
عاد أميرك الفقيد
يداعب خصلات شعرك
هذه الليلة
وقفنا عند مفترق الجرح
التقطنا أنفاسنا الهائمة
و سار كل منا وحده
يجر ذاكرته
الى ظل فكرة آمنة
اجتذبتك الى فوضاي
ولم ترغبي
هدهدت أحلامي بأمرائك
فما انجذبت
بنيت أبراجا
منيعة لأحلامك
من غمام داكن
حجبت عني الصور و السرائر
ثم نمت بين
أحضان أميراتي الصغيرات
السعادة للأشباح المارين
على هذه الأرض المستباحة
سأبتعد
عن بياضاتك القاتمة
سأتركك
تلهين وحدك بالأمنيات
و الأحلام التي
لم ندركها سويا
سأعود الى فوضاي
وحيدا
كما كنت دوما
لن يزعجني
ظلي النزق
حين تهتز أحلامي
تحت نعلي
لن أنظر أمامي
كما يفعل العقلاء عادة
فقدت الكثير من الأحباء
منهم من احتضن الثرى
و منهم من لفه الثراء
فهام على وجهه
حانات الوطن
تذكرني جيدا
قطاراتها التي كانت تمر
أسمعها و لا تراني
لم تعد تشتاق خبلي
أضعت ما كان لدي
من حطام الدنيا
و ما أضعت فوضاي
امرائي و أميراتي
يكبرون
في غفلة من حزني
سأدعهم يمرحون
بين أحلامهم
وبين وعيدك عزيزتي
قامرت بفوضاي
لأربح قلبك
خسرتك
و ما خسرت فوضاي
هذه الليلة
لنا عزيزتي
هذه الليلة
ليلتان
واحدة لكبريائك
و الأخرى لهزيمة الحب
آسف عزيزتي
لست أميرك الفقيد
أنا أنا
و قد فاتتني
عربة الأمراء على مقاسك
أنا أمير
خانته القبائل
فراح يبني
قلاعا في رمال الذاكرة
و أخرى
في ليل الحروف
هذه الليلة
كانت لنا عزيزتي
هذه الليلة
كانت للذكرى …. فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى