مشهد…/ أدب/ الشاعرة أماني غيث
مشهد
كلّما سمعتكم تقولون إنّكم تعرفونني
أضحك
كلّما سمعتكم تصفوني
“طيبة”، “ناجحة”، “هادئة”، “شاعرة”…
أضحك أضحك أضحك أضحك
أبكي
أبكي
أبكي
أنا أمثّل عليكم
أضع القناع الذي يناسبكم
الذي سينال رضاكم
قلوبكم تجهل كلّ شيء
أنتم لا تعرفون،
تحكمون من بعيد،
اقترِبوا وشمّوا رائحة قلبي النّتنة،
ضعوا آذانكم على لغتي وتفحّصوها بتركيز،
اسمعوا نبضها وفورانها
انظروا إلى مشاعري بعيون مفتوحة ودون أن ترمشوا
أنا متعبة متعبة متعبة
انا لا يوجد من أقول له صباح الخير
من أرمي خيباتي في حضنه
أنا المرايا تمقت شكلي
تبصق في وجهي
أنا الأغاني تمدّ لسانها لي
الرومنسية تتنمّر عليّ
تسخر من مقاس قدميّ
في روحي جثث،
جِيف
حطام
أنا بازل مشتّت
أحاول أن ألصق كلّ قطعي الممزّقة، بالشعر
والشعر يركض حولي
يقفز كمجنون
كلمات تصرخ قاصدة إرباكي
أقول كفى
كفى لكلّ شيء
ثمّة قطعٌ ناقصة في قلبي
لن يعيدها شيء
عمرٌ وأنا أتدرّب على الخوف
عمرٌ وانا أعلّمني كيف أضيع وأسقط
كيف أزول
عمرٌ وأنا أشدّ الوحدة من ثوبها كما يفعل طفل أرعن بأمّه
عمرٌ وأنا أقع دون أن أريكم الخدوش على ركبتي
عمرٌ وأنا أربّي الزجاج في صوتي
ثمّ أغنّي وأقرأ الشعر وأصرخ لكم
عنقي تاريخٌ من الجراح
عمري قصائد دم
وأنتم هل تعرفون
ثمّة قطعة ناقصة فيَّ
اسمها أنا
أنا الّتي لن تعرفوها