موجز و قصيدة عن Miguel De Unamuno ميغيل دي اونامونو
ميغيل دي أونامونو من أعضاء ما يطلق عليه (جيل ٩٨) ويضم كوكبة من أهل الفكر الإسبان ،ولقد كان ميغيل بشهادة كل عضو منهم انه الأكثر ثقافة و علما ,ربما , بعد ميغال دي سرفنتس هو الكاتب الإسباني الأكثر شهرة في العالم ,منذ أواخر القرن التاسع عشر و حتى تاريخ موته في عام 1936 ,حضوره في عالم الأدب كان دائما مثيرا للقلق ,و التجدد,وفي نفس الوقت كان مطالبا بنسف الأحكام المسبقة في عصره ,هكذا كان أونامونو , مثيرا للجدل ,متناقضا ,مشككا ,متحريا أبدا في روح التاريخ .
كاتب متعددالوجوه .
فيلسوف ,شاعر ,كاتب مسرحي,ناقد ,روائي ,من المستحيل أن تمر نصوصه مرور الكرام على أي قارىء يتقرب من الحرف الإسباني ,وقد كان كاتبا نهما لا ينضب , وقد قيل عنه ميغيل غزير في الكتابة و في انجاب الأطفال ,حيث كان لديه تسعة أبناء ,, هو باسكي ولكنه اسباني أكثر من الإسبان اتخذ من سلامنكا برجا لأدبه و ثقافته وجدير بالذكر أنه عين لثلاث مرات رئيسا لجامعتها و كان في المرة الأولى أصغر رئيس جامعة على مستوى العالم . بالرغم من حله و ترحاله وبرغم المنفى فإنه لم يترك الكتابة جانبا ,كان دائما يعود اليها ليعاود بناء نفسه كسيد للحرف ,ليملأ دوره في ساحات الأدب . مثير للإهتمام ,أسلوبه في خلط الأوراق بين ضخامة أعماله الأدبية و بين قضايا السياسية العقيمة و الشائكة , وعلى الأرجح أنه من خلال بحثه في الدون كيخوت و لروح المعاني في مغامرة ألونسو كيخانو تبلل حرفه في بحرها :لم أقدر أن أحكي حياتك فكتبتها ,”هي القصة لمن مسهم نفس جنونك باللاموت”.
الوجوه المتعددة لميغال دي أونامونو دفعته للخوض في كتابة كل الأنواع الأدبية ،كتب عن السياسة و الحب ، ولكنه تعمق في الدين ,في أغلبية أعماله يتجلى قلقه الوجودي و بحثه عن الله , وقد اشتهر بالمونولوج ,”الحوار مع الذات” ولقد أطلق هذا الإسم على كثير من نصوصه (autodialogo) ,هناك دائما حوار ,بحضور أو بغياب الآخر , وهذا الآخر كان الله .
الأعمال الأدبية التي تركها كثيرة جدا ,في كل جزء منها ثمة كلمة تحرك الساكن ,و تضيء حولها , وتدافع عن الحق في الإختلاف و التعارض , ميغال دي أونامونو ، كاتب نقش إسمه في التاريخ .
نرفق هذا الموجز الصغير عن ميغال دي اونامونو بإحدى قصائده :
ثمة عيون تنظر\و عيون تحلم\وعيون تنادي\وعيون تنتظر\وعيون تبتسم\تمس الروح حنانا\وعيون تبكي ألما\عيون تتجه الى الأعماق و عيون الى الخارج\العيون مثل الأزهار تربيها التربة\عيناك تيريزاالخالدة\ خضراوتان\و يداك عشب\تنظراني\تجعلاني أحلم\تناديانني\تنتظرانني\تبتسمان في روحي\تبكيان ألما\من أعماق الأرض\الى خارجها\في عيونك أخلق\عيونك تخلقني\أعيش في عينيك\ عينيك شمس في كوكبي ودائرتي/في عينيك أموت \هما البيت و الرصيف\في عينيك أدفن \عيناك أرضي
ترجمة واختيار:سمية تكجي