إحــــــذروا الصـــــــــراع بيـــن الدولـــــة والدويــــــــلات
إحــــــذروا الصـــــــــراع
بيـــن الدولـــــة والدويــــــــلات
بقلم المحامي عمر زين*
أيها المسؤولون اللبنانيون كيف تفهمون؟؟
إن الصراع بين الدولة والدويلات التي تبنى على نفوذ اشخاص وزعماء وطوائف واحزاب طائفية ومذهبية من الواجب الوطني ان يتوقف فوراً، ولا يجوز الاستمرار بهذه العقلية الميليشياوية خاصة وان الدولة هي دولة كل اللبنانيين، حيث أن الانتصار لأي دويلة على الدولة اللبنانية كما تفعلون هو التخريب بكل أشكاله وهو الهدم الحقيقي للبنان.
اذا كان ضميركم مات، وفكركم إن وجد فإنه يعمل لمصالحكم وليس لمصلحة الوطن والمواطن، لقد انذركم قداسة البابا فرنسيس في مناسبة الميلاد وقالها بالفم الملآن مستعيداً مقطعاً من أحد الرسائل الراعوية للبطريرك الياس الحويك:
” وقتكم ليس مكرساً لمصالحكم وشغلكم ليس لكم بل للدولة والوطن الذي تمثلونه “
ولما كنتم فقدتم الصفة التمثيلية، وعليكم الرحيل عاجلاً ام آجلاً، والشعب هو صاحب القرار ومصدر السلطات فإننا نتوجه اليكم على الرغم لما اوردناه اعلاه، ونظراً للإشارات التي تسبق دائماً الاحداث الاليمة، والتي بدأت تظهر قتلاً بوسائل مشبوهة، وتخريباً مقصوداً، وفوضى غير مسبوقة، وعرض للعضلات والبنادق، وفضائح متنوعة، وتبشير باغتيالات قادمة، والتي كلها تؤدي الى التقاتل المؤدي للقضاء على البشر والحجر، فعلى الرغم من ذلك نقول للسياسيين لن تكونوا بعيدين عن كل هذه الاشارات، وهذا كافياً ليحرك فيكم انسانيتكم إذا بقي منها القليل، ونقول لكم، عودوا الى صناعة العقل، واعملوا على التفاهم والحوار والبناء المشترك، فالتصاريح واستعراض العضلات بكل انواعها لن تجدِ نفعاً، ولن تنقذ أمة، ولن تنقذكم وعائلاتكم.
يا ابناء شعبنا العربي
إن بعض ابناء وطننا العربي الكبير توقفوا عن العطاء والحوار، وكل منهم أدار ظهره للآخر، والشعب غير مشارك في الوصول لنهضة وطنية فتوقف الوطن عن البقاء.
الصحوة ضرورية، وما يحصل في لبنان الآن وبعض الدول العربية مؤداه التدويل حتماً، وهو الدليل القاطع على ان سيادتنا وحريتنا مقيدة بأغلالٍ متنوعة تمنعنا من بناء الوطن. وعلى الجميع ابعاد هذا الكأس عن الامة لأسباب متعددة، فعليكم اذا الخروج من عقلية الدويلة الى غير رجعة، وان البناء والتوازن والعدالة لا يصنعه المسؤول ولا فريق واحد دون غيره بل يصنعه كل الفرقاء وكل المواطنين.
ما كتبناه هو ليقرأه الجميع، وعلينا مراجعة تاريخنا وللإستفادة من تجاربنا وتجارب الأمم الأخرى، للوصول الى تعبئة عامة شاملة وفق برنامج نهضويٍّ قوميٍّ عروبيٍّ يحدد ملامح مستقبل الامة، ولدى الامة من ذخيرة الرسالة والإشعاع ما يؤدي حتماً الى الانتصار على اعدائها ووضعها في مصاف الدول المتقدمة.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 31/12/2020