أدب وفن

يا نخيل …/شعر/الدكتور محمد توفيق أبو علي

يا نخيل(1)

تعبتْ منّا الأماني يا نخيلُ
والأيادي سئمت هزَّ جذوعٍ
وسحابًا خلّبًا كان الهطولُ
يا نخيلُ
قل متى ينضج تَمْرٌ
ومتى ينأى هجيرٌ
أينَ ظلٌّ لك يا نخلُ ظليلُ
هذه الرّمضاء لم تتركْ لخيلٍ
حافرًا، إلّا كَوَتْهُ
فذوى فيها الصّهيلُ
يانخيلُ
سوف يَنجو
نبضُ حرفي من صدى الآهِ، وينأى عن نجاوايَ العويلُ
إنّني أبصر فجرًا من سبات الرّمل يصحو
وأرى عَيْنًا سباها الهَمُّ، أجْلى الأسْرَ عن محْجرها حُلْمٌ جميلُ.

يا نخيل(2)

يا نخيلُ
في فِلَسْطينَ حَمامٌ قد نأى عنه الهديلُ
وسيولٌ مِنْ أمانٍ خَثَّرَتْها بالحصى
تلك الوحولُ
فمضتْ تشكو أساها لدماءٍ تَجْرُف الحَصْواتِ حتّى تُزهرَ الأرضُ، وتخضرَّ السّيولُ
يا نخيلُ
قل متى ترجع لِلسّاح الخيولُ؟
ومتى يَبْرُق في الصّحراء سيفٌ صادقُ الوَمْضِ صقيلُ
ومتى فوق ظهور الخيل يعلو فارسٌ، طلْقُ المُحَيّا، صادقُ الطّعنِ، أصيلُ؟
يا نخيلُ
في فِلَسْطينَ بِذارٌ لِدماءٍ في حقولٍ
قدّستْها بِيعَةُ المهدِ، وأقصى
لن تَبور الدّهرَ هاتيكَ الحقولُ
وقريبًا سوف تزهو، وبها تزهو الفصولُ
هو وعْدٌ سوف يَجْلو كلَّ يأسٍ … يا نخيلُ!

نخيل(3)

يا نخيلُ
جَفَّ ريقُ الشّمسِ، واسْوَدَّ الأصيلُ
وغفا عند ضفاف العتم قنديلٌ شحيحٌ
وهلالٌ شاحبُ اللّونِ نَحيلُ
ظمِئ الأخضرُ وارْبَدَّ ربيعٌ
نحنُ والشّمسُ خليعانِ، وليلُ القهرِ والقحْطِ القبيلُ

“عروةَ الأحرارِ” هُزّ الجِذْعَ، نبغي
رُطبًا يُشبع أمعاءَ جياعٍ
في بلادٍ شبِع القاتلُ فيها
ومضى في جوعِهِ يَقْضي القتيلُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى