قصص قصيرة جدا بقلم القاصّة سمية تكجي
مدن الكلام …
في مدن الكلام مشـيت بين سـحابات دخان كثيف، ينمو عليها الفطر
بسـرعة غريبـة، الأفـواه رطبـة، السـماء بلا غيـم، والمظلات الملونـة تصرخ
والطبـول تـدق… كل شـيء ينـذر بالمطر عدت إلى البيت، عبـر النافذة رأيت
ً جارنا الرسـام، يرسـم شجرة، أوراق…. ثم أوراق…. ومازال يرسم مزيدا من الأوراق،
زوجتـه الثرثارة قطعـت حبل الفكرة
وداعا
أمسكت الكتاب
ًا في صفحاته سوى أشكال مبهمة ودوائر.
تصفحته بعصبية، لم تر شيئ
طرقت على الصفحة األخيرة بقوة وكأنها توقع بكل أصابع اليد
ًا… نظرت في البعيد…
وضعت الكتاب جانبا
ّ تناولت هاتفها شكلت رقمه وقالت »وداعا«.
اطلال …
أطلال ..
شرفة بيتها القديم كانت تطل على بستان الصنوبر.. من بين الصنوبرات
كانت القبور تطل واضحة كعيون الهررة ليلًا .
اعتادت مع الأيام على مشاهدة أطلال البشر.
ً أصبحت تستغرب حين ترى أحدا يبكي على الأطلال ..
كرسي هزاز …
جلست تنتظر…
سمعت صوت الخطى من بعيد، أصغت طويل ً ً ، ما زال الصوت بعيدا…
هي ما زالت تجلس على الكرسي الهزاز.
دولة عميقة
دخـل إلـى الحقـل… دوار الشـمس كلها تنظر باتجاه الشـمس، كجيش
يـؤدي التحية إلى قائده، بوقت واحد، بشـكل واحـد… انتقل من الحقل إلى
الحديقـة الخلفيـة، رأى شـتول دوار الشـمس الكبيــرة كلها تنظر نحو الأرض
حيث الظلال العميقة…
حل استباقي …
كانت تذهب إلى الحقل، وتختار وردتين
واحدة شفاهها مفتوحة والأخرى كثيرة الألوان.
حل استباقي ليوم مضجر وشاحب.
من كتاب ” بين انا و عيوني البعيدة ”