“ناي” الثرى” الشال” مجموعة قصائد للشاعر عصمت حسّان

ناي
ذلك الموجودُ في جسمي
سوايْ
فيه بعضُ الهمس
من غيري
وبعضٌ من أنايْ
فيه نقرُ الصوتُ في الاسفلتِ
يشجيني
إذا ضجّوا لقيثاري
وإن كمّوا
صدايْ
وانكساري في ارتشاف الضوء
لما شقّتِ الأحلام أفكاري
وفرّتْ من رؤايْ
هاجسي خطوٌ على رملٍ
يناجيه الغوى
والمدى عكازة تشقي هُداي
أول الانهار أغواني
التشهي والرجا
وأظن الماء قد ارسى خطايْ
فضميري مهرجان البوح
قنديلُ السنا
والشمس كانت من سنايْ
قامتي الأشجارُ تعلو بالهتاف الحرّ
ترجو مستوايْ
والصدى روحي وصوت الروح موسيقى
وشعرٌ دافقٌ جداً
ونارنجٌ ونايْ
الثرى
اكتبْ لذاتكَ علقمـاً
كي تصبرا
واكتبْ لغيرك مرَّ قلبكَ سُــكّرا
واصفحْ عن الغاوينَ
وامسحْ غدرَهم
حتّى ولو تركوا بظهرِك
خنجرا
لو صغّروك
فأنت رغمَ أنوفِهم
ستظلُّ بالشعر المكابر أكبرا
لو عطّشوك وعذبوك وأسرفوا
بالكيد
تبقى للعوالم كوثرا
قالوا الجمالُ على الخلائق شاعرٌ
واختارَ روحَك
كي تكونَ الأشعرا
فاصعدْ مع الغيمات
نسراً سارحاً
واطلقْ حروفَك
كي تصيرَ الأنهرا
وادخلْ بمحبرة الشموخ
كشعلةٍ
لتضيءَ في كلّ المزارع والقرى
أو لستَ قدّيس الحقولِ
وسرّها
وظّفتَ حبركَ في المدائنِ كي ترى
أو لستَ غيثَ المترعاتِ فضيلة
الكلّ يغفو
أنتَ جئت لتسهرا
فازرعْ تراب الأرض
نبضَك أنجماً
واغرسْ حروفَكَ كي تكونَ البيدرا
مذْ جئتَ هذا الكونَ أنت
سياجُه العالي
وناقوسُ المهابة والسُّرا
والشعر أعطاكَ العوالم كلًّها
فلمستَ أبواب الثريا
في الثرى.
الشال
أعطتْ لوجهكِ شِعراً
رقةُ الشّــالِ
وموسـقَ الخطوَ ترنيمٌ بخلخـــالِ
كم في الطريقِ فراشاتٌ
وأمنيةٌ
لمّا مشيتِ
انثنى حالي على حالي
فصرتُ كالظلِّ
مدهوشاً ويتبعُني
في رحلةِ الخطوةِ الغنّاءِ
ترحالي
سكبتِ في الريح صوتَ العطرِ
أسكَرني
والعطرُ في الشوقِ
من تدبيرِ محتالِ
وقلتِ للنسمةِ الجذلى تلامسُني
وحين لامستُها
يا ويلَ أحوالي
أخفيتِ بالشالِ شَعراً
في تموجهِ
لو لاعبَ الكفَّ
تحضيرٌ لزلزالِ
يا ويحهُ الشّالُ يدعوني
يحرِّضُني
على التأمُّلِ في أعطافِ تمثالِ
فألمسُ الوهمَ
أرنو لاحظي خَفَرٌ
ووجنتي صدى للخافقِ العالي
يا أنتِ مدي على كفّيّ أغنيةً
ودثريني
فقد أجَّجْتِ أوصالي
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه