حوار مع الأستاذ عباس رمضان يسلط الضوء على جهود جمعية “كلنا حدك”
لأنها السباقة دائما لفعل الخير والعمل الإنساني الذي يتخطى الحدود الجغرافيّة والطوائف والأديان، تستحق جمعية “كلنا حدك” إلقاء الضوء على الجهود التي تقوم بها والتحديات التي تواجهها في ظل الظروف السياسية، الصحية، الإجتماعية والإقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، لذلك كان لنا هذا الحوار مع رئيس جمعية كلنا حدك الأستاذ عباس رمضان.
بداية سؤالنا البديهي الأول لك، من هو عباس رمضان؟-
عباس رمضان مواطن لبناني وُلد ونشأ في لبنان.
كان متطوّعا بالحركة الإجتماعية لدى مطران الفقراء غريغوار حداد حيث تعلّم معنى ثقافة التطوع والتي جعلته يجول كل المناطق اللبنانية ويتعرف إلى طيبة الشعب اللبناني التي لا يفرقها طائفة ولا دين. ومن ثمَّ شاء القدر أن يحمله إلى بلاد الإغتراب بهدف العمل في إفريقيا وعاد بعدها إلى لبنان الحبيب.
- كيف ولدت فكرة الجمعية وكيف تأسست؟
بدأت عبر مبادرة فردية عندما اشتعلت ثورة 17 تشرين حيث فقد معظم اللبنانيين وظائفهم وصاروا عاطلين عن العمل بسبب سوء الأوضاع الإقتصادية وبالتالي عدم قدرة المؤسسات على دفع الأجور لهم، إلى أن جاء أحدهم وطلب مني تقديم المساعدة لإحدى العائلات المحتاجة وبالتأكيد لبّيت الطلب فورا وأمّنت لها كل ما تحتاجه من مواد غذائية إلى ان زاد عدد طلبات المساعدة ممّا دفعني إلى التفكير في إنشاء جمعية لتلبية احتياجات أكبر عدد من العائلات والحمدلله حتى الآن ما زلنا نقوم بكل ما يقدّرنا الله على فعله.
-كيف يتم تمويل الجمعية؟
جمعية “كلنا حدك” اتخذت قرارا بأن يكون التمويل فرديا حيث نقوم بتغطية جميع النفقات من خلال إيرادات مشاريعنا الخاصة.
–ما هي طبيعة العطاءات التي تقدّمونها للناس؟
نقوم بتأمين المواد والحصص الغذائية، الأدوية، القرطاسية كما أننا نعمل على تأمين المستلزمات التي يحتاجها التلاميذ في التعلم عن بعد (كالتاب وخطوط تشريج للهاتف..).. كما نقوم منذ تسعة شهور بتوزيع 1500 وجبة طعام يوميا في صيدا وضواحيها ما عدا أيام الآحاد، وهذه الوجبات خاصة بالعائلات المتعففة أو التي لا تستطيع أن تطبخ في بيوتها.
–الملفت بجمعية كلنا حدك أنّها لا تفرّق بين المناطق والطوائف والأديان. ما الذي يشجعكم على الالتزام بهذه الوحدة؟
نحن ننطلق من مبدأ أن الإنسان هو إنسان بغض النظر عن طائفته ولونه ومذهبه. نحن نتعامل مع الإنسان كإنسان لا أكثر. أعطي مثلا سيدة بنغلادشية كانت على وشك الولادة منذ أيام فوقفنا إلى جانبها وقمنا بجميع التدابير اللازمة لإتمام عملية الولادة والحمدلله تمت بسلام.
- هل يمكنك أن تعطينا عددا تقريبيا للعائلات التي تم مساعدتها عبر جمعيتكم؟
في عام 2020 تم توزيع ما يقارب 14681 حصة غذائية.
ومع بداية الشهر الأول من العام الجديد حتى تاريخ اليوم 26 منه فقد تخطى عدد الحصص التي تم توزيعها الأربعة آلاف حصة وذلك بسبب الإقفال الذي يشهده البلد.
- امام هذا الكم الكبير من المساعدات إلى متى ستصمدون خاصة أنكم تعتمدون على تمويلكم الفردي ؟
الحمدلله الذي يعوّض لنا هذه العطاءات من خلال توفيقنا في العمل وإعطائنا من خيراته. وأنا اؤمن أن الله يرزقني من اجل مساعدة كل محتاج. كله من فضل الله.
- ما هي أكثر المواقف المؤثرة التي واجهتكم خلال القيام بهذه الأعمال الخيرية؟
أنا شخصيا، كل المواقف كنت أواجهها بقوة، إلا لحظة زيارتي للمسنين في دار العجزة. لا استطيع أن أصف مدى الحزن الذي شعرت به كلما نظرت في عيون هؤلاء المسنين. هؤلاء الذين ضحّوا بشبابهم من أجل تربية أولادهم ولم يتوقّعوا يوما أن ينتهي بهم العمر في مأوى بعيد عن كنف العائلة. ضعفت كثيرا أمام ابتساماتهم الحنونة والصادقة والتي منحتني الدفء على الرغم من البرد الذي يشعرون به في وحدتهم.
–كيف يتم التواصل مع الجمعية لطلب المساعدة؟
عبر صفحة الفايسبوك كلنا حدك
والموقع الرسمي : www.kelnahadak.org
والخط الساخن:
71058758
-كيف يتم التواصل مع الناس و توزيع المساعدات لهم في ظل منع التجول؟
بالنسبة لتواصل الناس معنا يتم عبر الخط الساخن كما يتم التنسيق مع البلديات والمختار لإعطائنا المعلومات الدقيقة عن الناس المتعففين.
-هل تقومون بتلبية احتياجات المريض التي تطلبها منه المستشفيات، كالأدوية والأبر والمال…؟
نحن نقوم بمتابعة كافة التدابير بما يخص الشؤون المالية مع مكتب الدخول في المستشفى عبر مندوب الجمعية كما ونأخذ الوصفة الطبية وأوراق المريض الثبوتية لنتابع عملية تأمين الأدوية له من الصيدليات.
–هل هناك مخططات تطويرية للجمعية ؟
نقوم حاليا بتجهيز سيارتين من الإسعاف المدني أو الدفاع المدني والفريق التمريضي كما نقوم بالتحضير لإنشاء مستوصف ولكننا ننتظر حتى تخف وطأة كورونا كي نتابع الإجراءات اللازمة. أما لموسم الصيف، هناك الكثير من النشاطات التي سنقيمها مع الأطفال والبلديات. بالإضافة إلى المونة والتصنيع الغذائي الذي نحن بأمس الحاجة إليه في ظل العقوبات الاقتصادية وتدهور الأوضاع المادية.
–هل هناك خطة لمساعدة المصابين بكورونا؟
بالنسبة لتقديم العلاج لهم فأنا أعتقد أنا هذا الأمر لا يتم إلا على مستوى دولي أما ما عدا ذلك فبالتأكيد نقدم لهم المساعدات الغذائية والدواء ومتابعة كل ما يحتاجونه من متطلبات.
-من أين وكيف يتم تأمين الدواء؟
نتعامل حاليا مع 9 صيدليات في لبنان حيث يتم شراء الأدوية منها وفي حال انقطاع الدواء يتم استيراده من تركيا.
–تم تكريمك من قبل شركة أم سي إنترناشيونال كشخصية العام الإنسانية، ما الذي أضافته لك هذه الجائزة.
بداية أشكر كل من صوّت لي ومنحني هذه الثقة كما وأشكر الدكتور فادي شبل على جهوده السنوية التي يبذلها من أجل تكريم شخصيات فاعلة ومؤثرة في المجتمع ويسعدني جدا أنه تم اختياري من ضمن هذه النخبة وذلك يحمّلني مسؤولية العطاء أكثر والإستمرار في الأعمال الإنسانية التي أقوم بها.
–كلمة أخيرة؟
أريد أن أوجه شكري لجميع الوسائل الإعلامية التي تتابع نشاطاتنا وتلقي الضوء عليها وأدعوها أيضا إلى متابعة نشاطات جميع المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تقوم بجهود كبيرة جدا.
َ