مقابلة مع الإعلامي القدير ( محمد علي رضى عمرو)
أجرتها الإعلامية والكاتبة عطاف الخشن
إعلاميٌّ تميّز بطروحاته اللافتة والمتنوعة، حقق نجاحاتٍ مهمة على الساحة الإعلامية، شقّ طريقه بثبات، واثق الخُطى ، أداؤه شيٌقٌ، صنع اسمًا وازنًا له على خارطة الإعلام اللبناني والعربي، وذلك بفضل حب الناس إليه وبفضل موهبته التي جعلته علامة فارقة، شغوفٌ بما يقدم من برامج وأعمال ترضي الجمهور، نحن بحاجةٍ إليها في زمن الصوت والصورة فقط، إعلامه إعلامٌ حقيقي غير مبتذل، تجدون في نمطية حياته حبّ التواصل والتشبيك مع الناس، يعيش مع الحدث حتى تختمر كل تفاصيله وليكون في الصفوف الأولى للمتفوقين في تقديم الأعمال:
إنه الإعلامي( محمد علي رضى عمرو)
فهو على الساحة الاعلامية منذ عام ١٩٨٥ وعضو مجلس إدارة شركة الناشرون لتوزيع الصحف والمطبوعات والكتب كذلك مشرف على صفحة زمان الأخبار مع مجموعة من الأدباء والكتاب والشعراء.
الشبكة الإعلامية timenewsleb ترحب بضيفها الرائع كما وتشكره على رحابة صدره ، وقد كان لنا معه هذه المقابلة:
_من هو محمد علي رضى عمرو بجملة واحدة ؟
ج : شخص داعم ومحب لكل من يعمل لأجل الثقافة والأدب والسلام في لبنان والعالم .
١_ أنت مَن قال : ” الكتب سعادة الحضارة ، من دونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويشل العلم ويتجمد الفكر والتأمل “
_كيف تشرح هذا الكلام لأجيال اليوم الذين يختصرون هذه المسيرة بشاشة عرضها ٥ سم ، فأنت تقول لهم الكتب سعادة الحضارة..هم يقولون سعادتنا في تكنولوجيا الحضارة؟
ج : لولا الكتاب ما عرف العالم التطور التكنولوجي ، وسيبقى الكتاب وسيلة للمعرفة مهما تطورت التكنولوجيا، لأنّ الورق يبقى رغم اصفراره مع الزمن الشاهد الحقيقي لكل ما قدم من أفكار أدبية وإنسانية..
صحيح أن التكنولوجيا سهّلت الوصول إلى أي معلومة يبحث عنها الفرد ، وهذا طبيعي لأننا أصبحنا مجتمعاتٍ تعتمد على سهولة الحصول على المعلومة ..
ولنكن موضوعيين هذا الجيل تربى على التكنولوجيا في الكثير من وسائل الحياة، ومن الصعب إقناعه بالعودة ليس إلى الكتاب الورقي فحسب بل للكثير من الأمور في الواقع الذي نعيشه .
لكن مع الأيام سنعود الى الكتاب الورقي نظرا إلى ارتفاع أسعار التكنولوجيا في أيامنا هذه ، لا سيما وأن الكثير من المدارس في لبنان والوطن العربي ما زالت تعتمد على الكتاب الورقي ..
وأؤكد لك ومن خلال متابعتي لمعارض الكتاب أن جيل الشباب يقبل على اقتناء الكتاب، وهذا الأمر يؤكد استمرارية حضور الكتاب في حياتنا وفي المستقبل.
٢_ : ما الرسالة الهادفة التي تريد أن توصلها إعلاميا، وما أهمية ما تقدّمه على الساحة الاعلامية في الوقت الذي غابت فيه عدسات الكاميرا فلا نجدها تغطي الا الوجع والصرخات الأليمة في ظل هذا الوضع المأزوم؟
ج : الإعلام وجد للاضاءة على كل ما مجهول أو غير معروف لدى المواطن ، والإعلام الثقافي الذي نقوم به وايضاحا لما طرح في سؤالك أن الإعلام المقروء والمسموع والمرئي لا يهتم بالأمور الثقافية لأنها لا تجلب المعلن .
وأهمية ما نقوم به أننا وسيلة إعلامية لتعريف الجمهور على الادباء والشعراء والكتاب وعلى انتاجهم الفكري .
نحن نحاول أن نوصل المشهد الحقيقي للحراك الثقافي في بلدنا، لنؤكد للجميع أن الثقافة بخير، وأن المثقف قادر على التغيير الإيجابي في كل زمان ومكان.
٣_ نراك في أكثر الأحيان حاضرا في الساحات الثقافية، فترتجل في تقديمك وبرامجك دون تخطيط مسبق ..هل الارتجال موهبة أم مهارة نتمرس عليها ومع الوقت تصبح سهلة؟
ج : لا عمل دون تخطيط ودراسة ، الخبرة هي عامل مساعد لإنجاح أي عمل ، وحضورنا في الساحات الثقافية هي من المهام الأساسية لنشاطنا .
وأقول لك إن تراكم الخبرة، والعمل المتواصل في كل الساحات، يجعل عملي سهلاً، ولا يحتاج إلى تعقيدات في التحضير، خاصة وإني منصهر في هذا المشهد بكل تفاصيله من الألف إلى الياء.
٤من فترة ليست ببعيدة تلعثم نطق الحروف على لسانك عندما علمت بوفاة أعزّ الناس ( أمك) وآسفة على التذكير بهذا الموقف الحزين ما هي تفاصيل الحياة التي غيرت من الإعلامي محمد الشامخ شموخ العزّة وما هو أول أمر قفز الى ذاكرتك المشحونة بها والتي عشتها معها على امتداد عمر طويل ؟
ج : توفي والدي وكنت بسن ٢٣ ، وانا الأكبر بين اخوتي الثمانية ، ووصلني شريط مسجل للوالد أثناء علاجه في الكويت يقول لي يا محمد انت مسؤول من بعدي حافظ على والدتك واخواتك وما تنسى شعاري لكم أحبوا بعضكم بالمحبة تزال كل الخلافات فتحملت مسؤولية أمي واخوتي .
الوالدة رحمها الله سيدة عصامية طيبة حنونة جدا ، مهما تكلمت عنها قد لا اوفيها حقها ..
صحيح فقدت الأب قبلها وحزنت كثيرا عليه لأنه توفي وهو في عمر الشباب ٥٥ عاما ..
اما والدتي فالحزن عليها دائم لأنها لم تفارقني يوما وما زالت معي يوميا فكل شيء يذكرني بها .
لكنه القدر وهذه حكمة ربنا ، الله يرحم أبي وأمي وسنلتقي يوما ما ..
الحزن كبير، ولن ينتهي، قد يختبي تحت غبار الأيام، لكنه ينبش في القلب والمقلتين.
٥_ نراك حاضرا بقوة في صفحة ( زمان الأخبار) وهي صفحة نشطة نتيجة النشاطات التي تقام عليها، ما الحافز الذي جعلك معطاء في هذه الصفحة، وحضورك لافت فيها ؟
ج : كما اجبتك سابقا غياب الإعلام المرئي و المسموع والمقروء فرض علينا كإعلام ثقافي الاهتمام بكل النشاطات الثقافية ، وضمن الإمكانيات المتواضعة حيث أن كل نشاطنا هو تبرع مجاني من كل الأصدقاء العاملين بالصفحة . وكلنا امل ان نقوم بتغطية كل النشاطات الثقافية على مساحة الوطن عموما .
٦_ هل واجهتَ نقّادا لعملك ، وضعوا بصمتهم الانتقادية، لتكون أنت محط أنظارهم ، فحاولوا التقليل من أهمية ما تقوم به بطرق غير مباشرة؟ كيف واجهت هذه الفئات التي كانت تهدف إلى تعطيل صوتك الاعلامي مع فريق العمل معك؟
ج : كل انتقاد بناء طوّرنا نحو الأفضل . بدأ نشاطنا وكنا ٣ اشخاص أسسنا الصفحة ، واليوم أصبحنا ٢٠ الف عضو بالصفحة ودائما أقول هذه الصفحة ملك لكل عضو فيها .
٧_ إذا طُلِب منك أن تكون رئيس مركز للإعلاميين في لبنان ، هل تقبل؟ أم تخشى إثارة الجدل بين متابعيك وغير المتابعين لك، وإذا استفزك البعض بما تجيبهم؟
ج : لا ابحث عن موقع ولا منصب، نشاطي يمنحني موقعي .ومحبة الناس تعطيني المنصب الذي أريد.
٨_ كلمة أخيرة ترغب بقولها أستاذ محمد؟
ج : شكرا لكم على هذا المساحة التي منحتموني اياها ، وشكرا لموقعكم الكريم ، وشكرا لك سيدتي .
نقلا عن الشبكة الإعلامية timenewsleb