نظرة وقراءة نقدية بقلم الدكتور عماد يونس فغالي حول نص ( نبض الحنين)للشاعرة كلود ناصيف حرب.
حروف لا تموت
كتبوا عن سيدة الحنين
كلود ناصيف حرب
برعاية مشروع الأديب د.جميل ميلاد الدويهي أفكار اغترابيّة للأدب المهجري الراقي.
نظرة وقراءة نقدية بقلم الأديب الناقد د. عماد يونس فغالي حول نص
( نبض الحنين ) لسيدة الحنين كلود ناصيف حرب.
لقاء الكلمة مع النغمة الشاعرية الاشد أناقة، حروف تتألق بقلم الأديب الناقد د. عماد الغالي..
فلنسافر معا حول هذه الحروف ومعانيها الشاعرية الرقيقة .
نبضات الحنين
ارسمني أيها النور
بخيوط من ذهب وعبير
مع شعاع الشمس
ودفء النهار
وزرقة البحر…
انسج لي كلمات من سحر الليل
وضوء القمر..
هي حروف للغوالي
وعهد أشواقي…
اصرخ يا قلم بحبر يضيء
عن قصة حياة
فيها كل الذكريات والهمسات ..
أعلن فيها رسالة تحمل عنوان
(ها قد بدأ الحنين ) .
الشاعرة كلود ناصيف حرب
كتب الناقد الأديب
د. عماد يونس فغالي
والنورُ في الجلسةِ الحميم!
هي قصيدةٌ كأنّها، لكنْ كأنّها رسالةٌ… أو لا، هي حديثٌ حميم. نعم، المخاطَبُ فيها كائنٌ أدخلتِه سميرًا في السياق. وإنْ بدا حوارٌ من جهةٍ واحدة، حيثُ محدّثكِ لا يتحدّث، خسئ المعتقِد!
المخاطَب هو النور، وأنّى للنًور أن يكون صامتًا. وإن قفزتُ إلى قفلةِ النصّ، حين تقولين “بدأ الحنين”، أنتِ لا تُنهين نصّكِ، لا تقفلين.
هو فعلُ النور، تجاوبُه مع “رغبتكِ”، بدء مشاركته الحوار، مع حضوره الفاعل على الامتداد النصيّ كلّه!
كلود ناصيف حرب، لأنتِ والنور كصديقين، عارفين خصالَكما الخاصّة بكلٍّ منكما. قلتِ ارسمْني بخيوط… مع شعاعٍ ودفء… وهو يعرف هويّتَكِ الحنين، فهم مرادكِ، أعطاكِ من ذاته ذاتَكِ، “بدأ الحنين”!
وأكملتِ: ” أنسجْ لي كلماتٍ من سحر الليل، من ضوء القمر”! أنسجْ” قلتِ له لا أكتبْ. بخيوطٍ يسجّلُ النورُ سحرًا، يهبُه لليل، من ضوء القمر. طلبتِ منه المستطاع، ها الطلبُ مطاع! هذا هو النور، يتفاعلُ معكِ يغذّي في سيّدة الحنين حنينَها، كأنْ عارفٌ كم تنثرينه عطرَ فضاءاتكِ الأدبيّة.
ليكنْ حنينًا من نور، قبسًا من كلّ ضياء!
“أنسجْ لي كلماتٍ”، أصوغُها بأدبي، مواهبيّةَ “حروفٍ للغوالي وعهدِ أشواقي”…
وتنسابُ “شخصيّةٌ” أخرى إلى جلستِكِ، يكادُ القارئ لا يلحظُ وجودَها، لإجلِ حميميّةِ الحديث ووحدته المترابطة. توجّه الكلام إلى القلم بتمتّعكِ الانسيابيّ، يطبعُه بتكليفِكِ، رسولاً لفعلِ النور بالكلمات، بل أكثر. دوره يُعلنُ قصّةَ حياةٍ، همساتٍ وذكريات، صفاتِ الحنين ومكوّناته…
هذا محرابُكِ كلود ناصيف حرب، تُخلصين له. وهو يتكوّنُكِ! عالمٌ من ضوءٍ وكلمة. أنتِ والنورُ والقلم، في جلسةٍ تشاركينها كعلى شاشةٍ تبثّ الحنين، تدعو إليه. فيتلمّسُكِ كلّ ملبٍّ داعيةَ عمقٍ، يضوعُ مشاعرَ سيّدةٍ تمرّسَ الحنين في أروقتها، ففاحَ مرسَلاً من نور وكلمات، عهدَ أشواقها على الدوام!!
د. عماد يونس فغالي لبنان
٣١ ك٢ ٢٠٢١
من دفاتر الذكريات
قصة حياة وهمسات شكرا د. عماد
ان النقد ما هو إلا حكمة ومحكمة شكرا لك على إبراز روائع الأدب في نصوصي محبتي وتقديري واحترامي لشخصك الكريم وحروفك لك مني فائق الإمتنان.
كلود ناصيف حرب.
سيدني أستراليا
٣١ ك٢ ٢٠٢١