الشاعر د. فاروق شويخ يحصد الجائزة الأولى لسليماني العالمية في ادب المقاومة
كتب محمد درويش
فاز الشاعر الدكتور فاروق شويخ في الجائزة الأولى لسليماني العالمية في ادب المقاومة في احتفالية حاشدة تكلم فيها النجم السوري العربي ايمن زيدان وكانت المرتبة الأولى. للشاعر فاروق شويخ عن قصيدته الأولى في المهرجان بعنوان يمشي على الموت٠ وقد شارك في المسابقة الشعرية عدد كبير من الشعراء من لبنان والعالم العربي وكان الشاعر شويخ الاول بالنتيجة التي اعلنت عنها لجنة الحكم التي تضم نقاد وادباء بارزين من بينهم الشاعر محمد علي شمس الدين الذي اشاد بقصيدة الشاعر فاروق شويخ وتميزها وفرادتها ٠ والقصيدة تتناول الشهيد وتمثله خير تمثيل وهي من اجمل ما قيل في الشهداء خلال ربع قرن مضى من ادب المقاومة٠حيث اعطت القصيدة صورة وافية وجديدة عن الشهيد والشهادة في اللغة والمضمون والتجديد والابتكار اللافت وكان الشاعر فاروق شويخ قد ابهر لجنة الحكم بشعريته الفذة الساحرة ٠
يمشي على الموت
( في ذكرى الشهيد قاسم سليماني )
وبعدُ! يا دمُ… يا قِدّيسُ… يا أَبَدُ
قُلْ للخلود لماذا ينحني الجسدُ
وإن تساءَلتَ مَن يُغري الترابَ! أتى
رَدُّ الترابِ: سوى الأحرار… لا أحدُ
ذوو الشّهادة إنْ إخفاهمُ شجرٌ
تَوسّلوا آلهاتِ الزّهر واعتقدوا
للأرض أنغامُها الحسنى، وهم فمُها
في لحنِهم يولدُ المعنى وينعقدُ
تَقمّصوا من ثياب الأرض فتنتَها
وأَزهَروا، فزَهتْ قمصانُها الجُدُدُ
تُضيءُ أجراسُهم في الليل خافتةً
في صوتِها مَددٌ، في صمتها مددُ
يُخفون أعمارَهم خلف الزّناد، فإنْ
عُمرٌ تَولّى…، وإلّا فالحياةُ غدُ
شادوا لمَن فَقدوا أوطانَهم وطنًا
وأَوجَدوا لشعوبِ الشرقِ ما فقدوا
كالسّنديانِ؛ وإنْ سرٌّ أحاط بهمْ
تظنُّه الجذرَ إلا أنَه وَتــدُ
تَسرّبوا في عُروق الأرضِ مائجةً
وأَوغَلوا في شُقوقِ الموت واطّردوا…
سرَوا، وإنْ عصَفتْ ريحُ الأذانِ بهم
لِغير لازمةِ التكبير ما سجدوا
سِرُّ العبادة: إقدامٌ وتضحيةٌ
والأسر والدّمُ مِحرابٌ لمَنْ عَبَدوا
ويا شهيدًا يَصونُ العُرْبَ، ها أنذا
طفِقتُ أسألُ عن عُرْبٍ ولا أجدُ
فمَن يسمّيكَ؟ مَن يُحصيك؟ أنتَ مدًى
من عنفوانٍ، زنودٌ ما لها عددُ
وعدُ الأكارمِ دَينٌ، وهْو حسبُكَ أنْ
قد كنتَ من معشرٍ أوفَوا بما وعدوا
عَبرتَ كالكوكبِ الدّريّ، دون مدًى
تهمي نثارَ نُجومٍ حيثما تَقِدُ
وأنت قربانُنا الأسنى، تتيهُ به
كفُّ السماء، تناغيه وتَتّئدُ
حين ابتدعتَ قياماتِ التّرابِ صحا
في قبضتَيكَ العراقُ الغابرُ التّلدُ
ورحتَ تَحشدُ أبطالاً، وسرتَ بهم
نحو الخلود، فسارت خلفَكَ “الحُشُدُ”
وكلما أَسرجَتْ بغدادُ جذوتَها
فجمرُها بشَرار القدس يَتّقدُ
فالقدسُ بئرُ بقاءٍ، ليس يَرجعُ منها –
الأنبياءُ ظِماءً إنْ همُ وَردوا
إذا الشهيدُ هوى، فَلتَعلُ قامته
كيما يرى ما الصّعودُ الحقُّ مَن صعدوا
“يمشي على الموت تيّاهًا”*، تُضيءُ له
الجراحُ أسرارَ جدواهُ… فيَنوجِدُ
إنّا ورِثْنا فتوحاتٍ مضلِّلةً
فالأمّةُ البدَدُ استقلالُها بدَدُ
اليومَ نَصنعُ مجدًا للتــُّراثِ، وما
من أُمّةٍ وَلَدَتْ إرثًا كما نَلِدُ