أدب وفن

و لم أدرِ يوماََ…/بقلم الشاعر عبد الكريم الخالقي/تونس

ولمْ أدْرِ يومًا
بأنَّ علَى وجْهِها كُلَّ نَـصِّي
وأنّ العيونَ حُروفِي
وأنَّ الشِّفاهَ دواةٌ لحِـبْرِي
وأنَّ مِدادِي رُضابُ الشّفَاهْ
وأنَّ الكلامَ علَى جِـيدِهَا
صَمْت ليْـلِي
وأنَّ السُّهولَ عَـلَـتْـهَا النّهودُ
نَـشِيدًا لحُلْمِي
و تعويذةً للإلَهْ
فنَـاديْـتُها …مِلْءَ حَـرْفِي
بأنْ افْـتَـحِي
للقصيد…
بابًا يُؤدِّي لِـعْذْبِ الميَاهْ
وكنتُ رياح البوادي
وكانَـتْ نَـسِيمًـا
وصَـوْتًـا بِقَـلْـبِي صَـدَاهْ

ونَـامَتْ
وكِـدْتُ أضِيعُ الحُـروفَ
فَـقَامَـتْ
وعَادَ المَـجَـاز
ورسْت الحِـجَـاز
ونَـالَ القصيدُ نبِـيذَ الحروفِ
وشيّعتُ حرفي إلى مُـنتَـهَاهْ
فغَـابَ …
فخَـالُوهُ تَـابَ
وعَـادَ
وقَد كَـانَ يَـرْعَى نُجُـومَ سَمَاهْ
فضَـمّـتْـهُ ضَـمًّـا
أطَـالَ الحُـروفَ
وبَـاسَتْـه بَـوْسا
أعَـادَ صِـبَاهْ
ونَـامَـتْ
وقَـامَتْ..
وأعْـطَـتْهُ مِـفْـتَـاحَ بَـابٍ
لِـجَـنّـاتِ خُـلْـدٍ
لتَـحْـمِي لَـظَـاهْ
ونَـاغَـتْـهُ طِفْلاً
ونَاجَـتْـهُ هَـمْـسا
أعادتْ إليْهِ وميضَ الحَـيَاه
ونَـامَـتْ
فَـوَسَّدَهَا صَـمْـتَه
وعَـمّدَهَـا فِي شَـذَاهْ…..

النص الثاني

أنخت النجم الهارب من جبروت الحرف..
وتامرت على الليل
وأنمت النوم…
ودعوت الحرف المتململ فيك…
وكتبت..
الشعر يزهر في شفتيها …
هذا اليوم…
وهي توزّع أنفاس الكلمات.. ..
على النّجمات …بلا لوم…

النوم مسكين هذا اليوم…
نام خجلا ..خوفا ..
من حرف يحرجه
أمام… المعنى…

جلس الشاعر والحرف
الأول ينشد حلما
والثاني..
على وتر الشوق..
يجيد العزف…

ارتفع الصوتان..
فبكى الليل…
وعلى جدران الفجر ..ودّع قلبه…
ومضى…نحو تخوم..الصمت..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشّاعر عبد الكريم الخالقي تونس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى