أدب وفن
زوارقُ الرحيل …بقلم الشاعرة كوكب الهامس

زوارقُ الرحيل …
أنا لا أُجيدُ السباحةَ
أُجيدُ المشي على سطحِ البحار
أمشي وأمشي
لألتقطَ ماتبقّى مِنْ أطفالي العائمين
النائمين
والحالمين
أطفالي … تسرَّبوا من ثقوبِ الزوارق
زوارقُ الرّحيل المُندسّة
أمشي
لعلّني أُلملمُ وأنتشِلُ
وأُنقذُ ما تبقّى مِنْ بقايا أشلاءٍ
من بقايا أطفالٍ
مِنْ بقايا أحلامٍ وأمنيات
من بقايا صورٍ وومضات
من بقايا دموعٍ وضحكات
زوارقُ الرّحيل المُندسّة
كما حقائب الرحيل
مثقوبة الأسفل
مثقوبة القعر
مثقوبة الفكر
مُمزّقة الصّور
مُعدّة مُستوردة
مُجهّزة ومُوضّبة
مُصنّعة لشعوبِنا
للغرقِ وللترحيل
بوحولِ السّواقي
بطمي قعر النهر
وبملحِ البحرِ
والرحلاتُ عناءٌ
موتٌ وفناءٌ
ولا أثرَ لبصماتِ الجريمة.
