“شجرة المنفى” قصيدة للشاعر بسّام موسى

…… شَجَرَةُ المَنْفى ……
عُمْريْ نَوارسُهُ القوافي ، مَوْجُهُ
رؤيا، وَمِلحٌ ، والسفينةُ تُبْحِرُ
قد فاضَ عن جسدي الغَمامُ وعَبَّرَتْ
بالماء أحرفُهُ ، فسالَتْ أنْهُرُ
وأنامُ مَسْكوناً بِريحٍ صَرْصَرٍ
أصحو وفردوسي الأنامُ وَكَوْثَرُ
أشْعلتُ بين أناملي حِبْرَ القَصا _
ئِدِ ثَوْرَةً للناسِ حتى يَعبروا
وَحَمَلْتُ إسْفَلتَ الشوارع طالباً
ظمأً أهُزُّ له الغيومَ ، فتُمْطِرُ
تَتَدَحرَجُ الأيامُ فوق مَتاعِبي
وَتَجِنُّ أحلاميْ وَتَشْهَقُ أَشْهُرُ
وتُهَرِّبُ الساعاتُ كُحْلَ ضِيائها
لِيَجِفَّ سُنبُلُها ، ويبكي بَيْدَرُ
والموتُ يَعْتَقِلُ الشهيقَ بِغُربَةٍ
دَكناءَ ، هَشَّ على البَقاءِ مُقَدَّرُ
فتراهُ مَنهوكَ القِوى ، مُتَقَوِّتاً
بالروحِ ، يَجلِدُهُ الفَناءُ ويُنْذِرُ
يأسٌ عَجينَتُهُ الوَباءُ ، يَهِلُّهُ
بؤسٌ ويَخْبِزُهُ الفَقيرُ المُجْبَرُ
وَطَنٌ يُحَنِّطُهُ الفراعِنَةُ الفَسا_
دُ ودَأْبُهُمْ رَقْصٌ وَدَفٌ ، مزْهَرُ
والشَّعبُ أَوْرَثَهُ الطغاةُ ذُنوبَهم
فالعَيْشُ ذُلٌ ، والبيوتُ مَقابِرُ
عُهْرٌ بمملكةِ الفَسادِ يَرودُها
قَلَقٌ ، وكورونا حَليفٌ بَرْبَرُ
كَذِبٌ يُعاشِرُهُا ، ويَفْضَحُ سِرَّهُا:
” ديكٌ بمزرعةٍ كأنه قَيصَرُ”
قلبي يُِحَرِّضُني لِأَقْطِفَ فِكرةً
من شَجْرةِ المَنفى لَعَلَّ تُقَرِّرُ !