أدب وفن

في ساعة متأخرة من الحزن… بقلم الشاعر و الناقد عبدالله السمطي

لشاعر و الناقد عبدالله السمطي

وحدها القصيدة ..
في ساعة متأخرة من الحزن – شعر: عبدالله السمطي
إلى صلوات الرماد الذي لا يجنّح طائره في شهيق السحابة. أبعثُ خاصرة من رتوش الهواء. هنا يتكاثرُ موتٌ ويدلقُ ذاكرة ما. بأسفلت أيامنا. ويمدّ عناق الغياب بأعناقنا .
في جهات تقاسي عناوينها سننقّبُ عنا. ونسألُ حين يبعثرُ وعدٌ قناديله هل أتينا لأوطاننا جيدا أم لمسنا عناقيدنا في الخيال؟


أنا هارب من حضوري هنا. ومن الآن أخرج في جهة ما لأعرف كيف أعودُ. هنا في غبار كفيف يرى جيدا غيمه. وهنا في صباح كسول يحدق بي في المرايا ليبصر كيف الشموسُ تزيدُ ؟


سألعنُ هذا الوضوح الذي يتعلم في ناظريك أناجيل وردته المشتهاة. وأسبقُ حس الكلام إلى بلد طار مني كجرحي العفيف. فضمي بساط غدي واتبعيني إليك لأعرف كيف أقبل حزن السماء وأبكي نجوما على شفتيك.


هنا قطفة ستهم الطلوع. أفكر أن اشتهيها بدمع الاصابع . في وردة تتخيل مستقبل العطر في ذهن حلم. سأعبر آخرتي أتقدم من صلوات الجهات عليّ فأرحل في قبلتين وأنسى الصعود لمائي المدلّلْ
تهيأت لي سوف أطلق جنّ الصهيل إلى بلد يتواصى بحزني. هنا سوف أركضُ نحوي وأبني الحجارة سور خيال وأمضي بعيدا لأكشف عن وجع في حياتي مؤجّلْ
أُخبئني في ابتسامات عينيكِ قبل ذهول السماء. وأستقبلُ الأمس كحلا يصلي إذا ما تمازج هدبٌُ بهدبٍ. ضعيني إذن في مشارف هذي النهايات كي أتملى المكان المُخيّلْ .
سيولدُ في الطين موتٌ صغيرٌ يقول الحقيقة في التوّ. أعلمُ أن الجنونَ وليدُ البكاء لهذا سأذهبُ أقصى الزمان بعينين مشدوهتين وأقطفُ من دمع اسمي شرودي المُنزّلْْ .


موعدٌ للغموض..يدٌ للسماء.. حنينُ مسافرةٍ لأبيها. كلامُ العيون على طرف الأغنيهْ
فلمنْ تتنزلُ في شهقات الرصيف المعارجُ؟
حين خطى
تتوترُ أحلامها في غد الأُحجيهْ ؟


زوّجي كسلي للغياب. أنا قادم من وراء الوضوح. هنا قدري موجع. وهنا قمري ضالع في مشيئة جرح طريّ. هنا سقطت قلعتي في يدي وانهزمتُ أمامك .. فاستقبلي أمس حزني. ضعيني على شرفة من بكاء. أنا حقلك الفاطمي. أنا قمحك الولديّ . اشتهيني لأعرف حجم الخرافات فيّ. وقولي صهيلك أكثر من حجر بازغ في ينابيع صوتي.


دمي سلة يتعسجدُ فيك. يهذبُ خاصرة في التداعي.. سأسكن في قلقي المتخثر فيّ. وأعرف أن التراب صديق السحاب القديم. لهذا سأدعك جلدي أكثر حتى يطير غباري هناك وراء هوائك. يا أمّ قلبي. ذراعاك أسورة من سماء. وقلبك أبيض لكنني سأراه بلون الذهبْ
أحبك أكثر خلف الغموض، وأكثر أكثر خلف الوضوح. فذرّي خطاياي في الرمل. غني اختفائي بطميك كي يشهد النخلُ والكلماتُ. ويجترحُ الليلُ ضوء التعبْ


سأبرع أكثر في قتل نفسي أمام شهيقك. أحملُ رأسي إليك فشقي يديك بصوت الحنين وهشي همومي. وأعشق أمّ صباحك. في جزء عمّ أربي خيول البكاء . وأجهشُ في سنواتك في لحظتين. خذي جرح وقتي نشيد الرعاة. خذي في الطبيعة عشب دمي واتبعيني إليّ .


ركامَ حنين تكدّس في مفرق الشمس قلبي. وكان الرواة يقولون شيئا غريبا عن الحب والوطن المتباعد .كانوا يصيدون شكل الخرافة في ضوء عتمات أصواتهم. سأجرب شيئا جديدا وأروي بدمعي رائحة الجنّ . أبذلُ وسْع القيامة ما يتعبقرُ فيّ لأعرف كيف أحبك يا بلدي في غياب حضورك.


تداعيتُ فيك لأنقش اسمي حدود الصباح وأسبقُ نوّارةً في سياق التبرعم كانت تصلي بدون وضوء سوى بوضوء الحنين.


لم تنمْ كلماتيَ بعد. وسوف أواصل تجربة الموت أكثر . حين يقول النبيون عني وعنك كلاما جديدا. وسوف أسافرُ فيك إذا مر شوطٌ يسابقني في التداعي وراء المرايا لأكسر ما قد نسجتُ بوهميَ عن قدر يتسللُ بين ذراعيك يمسك بي خلسة في زوايا غرامك. كنتُ أشيّدُ نافذة حين مر جلالُ يديك وغبّش فيّ المسافة ما بين صوتي وطيركِ.


سأُحسنُ يا أبتي أن أقولَ القيامة. أُحسنُ أن أتمطى ببرزخ عينيك فيّ. وأن أتداخل شرق النسيم الذي يتواتر في الحلم. أن أتكسر أكثر أن أتحدى ظلالي تتبعني صوب صوتك في شفة من شموس. سأحسنُ يا أبتي أن أرى وجهك القمريّ يضللني في ظلام جميل سيعرف أن يتمرأى. ويعرف أن يتودد لله أكثر.


سأخبزُ طينًا. يقول المغني الذي لا يصدّقُ أن الطيور ستنقرُ أشلاء أحلامه. وتفيضُ قوادمُها بارتماءات غيم صغير على قلبه المتآكل عشقا. يقول المغني الذي لا يرى في الكلام الكفيف سوى وطن ومشانق. أن من الطين يولدُ صوت. وتكبرُ روح فكيف إذا خبز الحلم فيه. وكيف إذا شهقتْ قبضة من غبار وراحتْ تشرنقُ أنفاسها في هواء الوطنْ ؟


تحجّرْ.. على الغصن طيرٌ وفي الطير غصنٌ. سنسبقُ آباءنا للقيامة كي نفرش الأرض ذاكرة لخطاهم . ونلعنُ هذا المكان الصغير الذي يتأرجح خلف الحناجر. عند صراخ الوطنْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى