“عودة عنترة العبسي” و”الخليفة” قصيدتان بقلم الشاعر عصمت حسّان
عــودة عنتـــرة العبسي
سيعود يوماً عنتــرهْ
يا عبسُ قومي للنكاح المرّ
نَسْلُكِ سُكّـرَهْ
يا عبسُ أنجبتِ الطغاةَ
على العصورِ
فكان مجدُك زعبرهْ
كم حِيكتِ القصصُ الغبيةُ
عن صمودِ الأسْودِ المقدامِ
كانت ثرثرَةْ
ما زال يقبعُ في الخيامِ
ظِلالهُ الأشباحُ تحكمُ سدّةَ الغاويينَ
كانتْ مقفرَهْ
أحفاده الـ جاؤوا
على فرسِ السكوتِ
بألفِ آهٍ مضمرهْ
ظلوا على وحل البلاط
عيونُهم يبسانةُ الأحلامِ
كانوا في المنابر ِ
حنجرَهْ
سيعود يوماً عنترهْ
ونراه مشـدودَ الوثاقِ
ويتقنُ الإنشادَ والتطبيلَ
نصرخُ في المدى :
ما أشــعرَهْ
وعلى هوادِجها الرياحُ
سخيةَ المعنى
ترافقُ عبلةُ الشقراءُ
نحو مخادعِ الغرباء
تمشي غندرهْ
سيعودُ يوماً عنترهْ
لا سيفَ يحملُ في الأكفِ
وخيمةُ الأبطالِ كانت محبرهْ
يبكي على طللِ الكلامِ
مكسّرَ الجنحينِ
منبوذاً
ليدخلَ في ظلامِ المقبرهْ .
الخليفة
ربما لا أرغبُ اليومَ ولا قبلُ
بأن ألقى إلهَ الكونِ محنياً
وقد يُشقي مواعيدي
الســجودْ..
وأظــنُّ اللـهَ أسمى من جميع الخلــقِ
لا يرضى بتكريس القيـــودْ..
هو قرآن المعاني والأناجيل
وخــلاّقٌ
وفيٌّ للعهــودْ..
قال يا آدمُ أنتَ الوارث الفعليُّ للدنيا
ومحراث الوجودْ
أنت في الأرضِ وكيلُ الكون
يعني أنكَ الحـــرُّ الودودْ
هل يضاهي العبد تيجان الأعالي
سيد العرش السماوي
ومفتاحَ الوجودْ
يحكم اللهُ الصحارى
شهقة الواحات
تسبيح الورودْ
ويرى الأنثى كتمثالٍ من العــطـرِ
وأن الشــهدَ في لثم الأماني والخــدودْ..
سيّدُ الأشواقِ
ليس المحتفي بالقتل ، أو صنعِ الدواهي والرعودْ
ربُّنا العالي إلهُ العشقِ لن يرمي خطايانا جحيمَ النار
يجعلها وقودْ
آمرٌ بالحبِّ لن يرضى بأني عبده المكسور
يكويني الصدودْ
غير أنَّ الله أسماني وريثَ الجمرِ
لم يقفلْ على قلبي الحدودْ
كلما الأيامُ قادتني إلى تيهٍ
وكفرٍ بائسِ الأهواءِ
للهِ أعودْ
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه